نص الحوار الأدبي مع الفائزة في المسابقة العربية للقصة القصيرة، القاصة المصرية ريهام حمدي إسماعيل ، منشور و موثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب
حوار مع أديبة فائزة :
حاورها حسن مستعد
توطئة :
غمست ريشتها في طمي مياه النيل و على أوراق البردي خطت كما الأجداد أول حرف ، تلاه حرف حتى غدت حروفا لقصص و حكايات لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد .
تأبطت قصتها ، قبلتها آملة عودتها بفرح يزيل قلق الانتظار .
و كان لها ما كان ، عادت إليها بالفوز ، بالنصر ، كل الترقب تلاشى في دمعة فرح ، و ازدان كتفها بنيشان جديد لا محالة سيحفزها على بلوغ طموح كل أديب ، ألا و هو الارتقاء و أخذ الصفوف الأمامية بجانب الكبار في القادم من الأيام .
هي القادمة إلينا من أرض الكنانة التي سقتها دموع المصريين فرحا و ابتهاجا ذات زمن بتتويج أديبها الكبير بجائزة نوبل للآداب .
هل كان يدري نجيب محفوظ في بداياته أن مسيرته ستتوج بهذه الجائزة الحلم .
لماذا لا تحلم أديبتنا ريهام بالوصول إلى منصة التتويج بنفس الجائزة ؟
ها قد وصلت ، علي باستقبالها لتكون أول فائزة تجري المجلة معها حوارا أدبيا شيقا .
بداية الحوار :
نلتقي معك السيدة ريهام حمدي إسماعيل اليوم في هذا الحوار التكريمي لنحتفل بك و بفوزك في المسابقة العربية للقصة القصيرة فأهلا و سهلا بك ..
- س 1: من هي ريهام حمدي إسماعيل؟ نريد أن نتعرف على ريهام الكاتبة و الانسانة .
- ج : ريهام حمدي أنبل صفة أرغب أن أعرف بها نفسي ولا أجد بها أي عيب هي إني أم لطفلين جوهرة حياتي وزوجة لشخص رائع . أما عني فقد درست المحاسبة وتخرجت من كلية التجارة واستكملت بدرجة تمهيدي ماجستير ولفترة ليست بسيطة عملت بنفس المجال ثم توقفت عندما وهبني الله أغلى ما في حياتي.
- س 2 : في وقت ما تشكل لديك هذا الهم القصصي ، كيف كان ذلك ؟
- ج : منذ فترة طويلة وكلما شعرت أن ضاقت بي الحياة كنت ألجأ لكتابة بعض الكلمات المبعثرة فقط لارتاح . إلى أن وجدت بعض المسابقات البسيطة مثلا ضع تعبير جميل للصورة وهكذا فكنت أقوم بالتعليق ثم أجد ما كتبت يعجبني فزادت ثقتي قليلا . ثم وجدت مسابقة للقصة القصيرة أيضا كانت تابعة لدار ببلومانيا . كتبت قصة وتقدمت بها وكاد قلبي أن يتوقف حين تم قبولها.
وكانت تلك أول خطوة وجدت أن لابد لي من المتابعة الشهرية لهم كي اكتب ثم وجدت جاءت فكرة أول رواية لي . أونيني. وهي رواية مترابطة ذات طابع مغامرات كلما كتبت كلما زاد الشغف .
وطبعتها مع الدار . بعدها كانت أيضا مسابقة تابعة لبوك بوتيك . قررت المشاركة. ومن فرط حماسي انتهيت من الرواية في خمسة أيام وكنت لا أنام الليل أبدا . وعلى الرغم أن الوقت كان كافيا ومازال ميعاد التسليم ممتد إلا أني انتهيت منها في خمس أيام فقط.
بعدها توالت القصص القصيرة والروايات حتى لو لم يتم نشرها بعد . عندي أحمد وأشباحه رعب .
وغيرها تحت التحضير.
تحضرني الفكرة فأتحمس لها كثيرا. ولكن بدايتي هي من خلال دار النشر ببلومانيا بالفعل .
س 3 : ما هي طقوسك في الكتابة، و كيف تستوحين و تلتقطين خيوط البداية ؟
- ج : أحب الكتابة في الليل وبعض الكتابات كانت أصل فكرتها حُلم راودني . أو موقف معين شعرت فيه بإحساس ثم انصرف . أقوم بتطويره وتخيل أحداث عليه .
- س 4 : من له الفضل في وضع قطار سردك على السكة الصحيحة ؟
- ج : دار ببلومانيا وبوك بوتيك لها كل الفضل ولولا تشجيع أختي ما كتبت حرفا واحدًا
- س 5 : لديك روايتين و مشاركات عدة في كتب مجمعة، هل أنت راضية على هذه المكاسب الأدبية ؟
٥. مازال في جعبتي الكثير لأقدمه وأشعر بأن طاقتي أكثر من ذلك . الكل يسعى ومازل أسعى ولكن أشعر أن هذه هي فقط البداية وبالتأكيد الشغف موجود .
س 6 : في قصصك هل تريدين أن يكون البطل الفكرة ، أم اللغة و لماذا ؟
- ج : في قصصي البطل هو الاحساس . أنا أشعر بشعور ما في البداية يعجبني فأقوم بخلق أفكار حوله في محاولة لوصفه ثم تخيل الشخصيات وسردها . فالبطل هو مجموعة من المشاعر أرغب كثيرا في نقلها لمن يقرأ . مشاعر ممزوجة هي المحرك الرئيسي لكل شيء .
بطلي شعوري واحساسي
س7 : هل ترين أن بين القارئ و المبدع فجوة ، و ما حجمها ؟
- ج : لا أعتقد وجود فجوة بين القارىء والمبدع . أساس العمل هو محاولة توصيل الشعور والأفكار للقارىء . وهناك درجات الإرادة والإصرار . كلما زادت لدى الكاتب وزاد تحمسه كلما استطاع أن يصل للقارىء ويملك قلبه
س 8 : هل استطاع النشر الإلكتروني أن يخدم الكاتب المبتدئ ، و إلى أي حد يمكن قول ذلك ؟
- ج : برأيي أحيانا يفيد ولكن كل شيء له عيوب ومزايا . فبعض المواهب يتم سرقتها والبعض إذا لم يجد التفاعل المتوقع يصاب بيأس ويقلع عن الكتابة ولربما كان فحواه جيد. أعتقد أن النشر الالكتروني والورقي كلاهما هام.
س 9 : أريد منك التوقف عند ملمحين أساسين في رواياتك ، مسألة السارد الضمني و علاقته بالراوي العليم ، كيف تم توظيف هذه الجدلية داخل الرواية ، بمعنى : من الذي يروي؟ و لمن يروي؟ و ما حدود معرفة الراوي الضمني بالشخوص و دواخلهم ؟ و هل السارد الضمني هو نفسه الحقيقي ؟
هل أنت كمؤلفة هي ( أنت = هي ) كراوية ؟
- ج : اعتمدت في رواياتي على السرد على لسان البطل واعتمدت في البعض الآخر على الهرب من هذه الفرضية . فإذا تقيدت بالسرد على لسان البطل كان يبدأ وكأنه يخاطب القارىء وكذا وقعت في جدلية تعظيم حجم ومكانة البطل دون غيره مع العلم أنك بالتأكيد اضفت الكثير من الأشخاص ولكنك قمت بربط نفسك بجوار بطل الرواية فتعاظم دوره لأن الرواية جميعها من وجهة نظره. ولكن هي طريق ونظرية
عل الجانب الآخر تجنبت في أكثر من محل السرد على لسان البطل كأن يكون السرد على لسان المؤلف نفسه . وكأني أخاطب القارىء بحكمة أو تهديد ووعيد لجذب الإنتباه في بداية الرواية الرعب و بالطبع باقي الرواية تعزز فكرة حوار البداية بين المؤلف والقارىء. وهو أيضا طري
س 10 : كيف ترين الرواية من منطلق النقد ، هل يؤثر في لحظات الكتابة عندك ؟
- ج : أحب النقد ، في البداية كنت أشعر بالخجل أحيانا ولكني وجدت إذا سمعت لربما تلافيت أخطاء كثيرة. وفعلا أتعلم كل يوم وثقتي بنفسي هي من تجعلني اسمع النقد لربما كان المتلقي مصيب والخطأ عندي . لا مانع أبدا في التصحيح طالما الإنسان يتنفس
- س 11 : في الشبكة العنكبوتية العالمية تنتشر التجارب القصصية التي تفتقر إلى الابداع على أنها أدب مقروء له جمهوره، ألا يسيء ذلك إلى المشهد الأدبي العام و يضعفه؟
- ج : اكثر ما يضايقني هو المسابقات والتجارب على أساس أكبر عدد لايكات . بمعنى . أن يتم عمل مسابقة بتعليق أو غيره ومن يستطيع جمع أكبر تعليق ولايك يفوز. أجد أن الأمر غير لائق وقتها .
- س 12 : المبدع العربي حقه مهضوم ، و لا يلاقي أدنى اهتمام ، و يعاني أحيانا من اللامبالاة في وطنه ، بماذا تفسرين ذلك؟
- ج : هو فقط موجة على تغيير الذوق العام في العالم كله . حتى القارىء يمكنه قضاء وقته على هاتفه المحمول يثير انتباهه أكثر وملىء بكافة المجالات . وهذا أثر على قراءة الكتب الورقية بالتأكيد .
أيضا موجة تغيير الذوق العام للاسف للأسوا وبعد الناس على المفيد من المجالات مقابل هوامش وتوافه الأمور كان له عظيم الأثر.
س 13 : نريد أن نعرف ما هي إصداراتك ؟
- ج : أونيني . مغامرات
شياطين البركان . مغامرات
وشاركت في العديد من الكتب المجمعة التي أفتخر بها . وشاركت في ديوان تابع لجمعية إبداع الثقافية وغيرهم .
س 14 : هل كنت تتوقعين سؤالا معينا ، و لم أطرحه عليك ؟
- ج : كنت أحب أن أوجه لكل من أمسك القلم رسالة مفادها . دع قلبك يقوم بتوجيهك ومع الحماس والإرادة تصنع المعجزات.
س 15 : كيف كان رد فعلك و أنت تتلقين خبر فوزك في المسابقة و برتبة مشرفة جدا ؟
- ج : حقيقة سعدت كثيرا وسعدت أكثر حين وجدت ترتيبي الرابع بمجموع درجات ٣٠٠
شعرت بالفخر والرضا والسعادة والتفاؤل .
كلمة أخيرة :
أشكر المجلة وأتمنى لها دوام النجاح والرقي . والارتقاء بالكلمة .
إن ما يخرج من كلمات إنما هي أمانة نحن حامليها.
- و المجلة بدورها تشكرك على هذا التواصل الراقي و الأنيق و تتمنى لك مسارا ناجحا و تسلقا للقمم ، فهنيئا لك مرة أخرى بفوزك المستحق في المسابقة العربية للقصة القصيرة .
Commentaires
Enregistrer un commentaire