نص الحوار الأدبي ، مع أيقونة جربة ، الشاعرة التونسية حياة بربوش ، نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب


مجلة دوائر ضوء ، للثقافة و الأدب.
http://majalatdaouairdaoua.blogspot.com

مدير النشر و رئيس التحرير :
الكاتب المغربي حسن مستعد

فقرة حوار مع أديب :

جربة هي جزيرة تونسية ، تقع في جنوب شرق تونس ، في خليج قابس . تبلغ مساحتها 514 كم2 ، وتعد من أكبر الجزر في شمال إفريقيا ( شريطها الساحلي طوله 125 كم ) . و تلقب ب " جزيرة الأحلام " . تتواصل بالقارة عبر طريق يمتد على 7 كم ، الذي شيد منذ العهد الروماني و يؤدي إلى مدينة جرجيس . كما يمكن العبور من مدينة أجيم إلى الجرف عبر العبارة ، تمتد انطلاقا من شاطئ قرية مزراية شبه جزيرة رأس الرمل ، و هي تعد من الأقطاب السياحية المميزة للجزيرة .
أدرجت جربة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في 26 ديسمبر 2016 .
المجتمع الجربي هو خليط مركب بما أنه يضم أعراقا و أديانا مختلفة تتعايش فيما بينها ، و لكن رغم هذا التنوع نلحظ وحدة في المجتمع الجربي مما يعطيه انتماء واضحا و قويا لنفس الجهة . و يبرز هذا التفرد على مستوى الطقوس و العادات من الممارسات اليومية البسيطة إلى تقاليدالزواج .
تأثرت حياة سكان جربة ، بتعاقب عادات وتقاليد و حضارات الشعوب الوافدة عليهم ، مثل اليونانيين و الفينيقيين و الرومان و البيزنطيين و العرب المسلمين و النورمانديين و العثمانيين .
و لكن و رغم هذا التدفق الحضاري المتنوع ، فإن الطابع العربي الإسلامي ظل المهيمن على عادات و سلوكيات " الجارية " كما يحلو لأهل تونس تسمية سكانها .

جزيرة الأحلام هذه منحتنا حياة ، و حياة أهدتنا الأحلام و عشق الأقلام ، و حلو الكلام .
الوردة لا تعرف كيف بدأت علاقتها مع العطر ، و الشمس لا تعرف متى بدأت علاقتها بالضوء ، و الجسد لا يعرف كيف بدأت علاقته بالروح ، وحدها الشاعرة تعرف متى بدأت علاقتها بالقريض .
تعتبر الشاعرة التونسية حياة بربوش ، ومضة من الومضات التي يعبر من خلالها الشاعر عن مكنونه الداخلي ، تعبيرا عما يمثل ذاته و عالمه و محيطه ، انطلاقا من الإغتراف من معين الخيال .
هي صوت من الأصوات الإبداعية النسائية بتونس الخضراء ، لما لها من حضور وازن على مستوى الفعل الشعري ، فهي بالمجمل قصيدة شعرية و لوحة فنية تشكيلية جميلة .
تعشق الحياة حد الجنون ، هي كمثل شجرة كلما اقتلعت الرياح أوراقها في الصباح ، نسجت غيرها في الظلام ، شاعرة يرعبها الإنحناء .
الشعر هو قدرها و غذائها الروحي ، تبني أعشاشها من الفرح فوق أغصان الحروف .
إستطاعت عبر قصائدها الموغلة في الجرأة و الرومانسية ، التعبير عن المرأة و مشاعرها و أحلامها و أفكارها بمقدرة فريدة ، دون أن تهمل القضايا الوطنية المنتصرة للإنسان و الإنسانية .

هي ذي ضيفتنا هذا المساء ، الشاعرة التونسية حياة بربوش.

- مرحبا بك سيدتي ، في فقرة حوار مع أديب ، بمجلة دوائر ضوء . و لتعتبري هذا الحوار تكريما لك لمساهماتك الأدبية و الشعرية في إثراء الحقل الثقافي بتونس و بالعالم العربي قاطبة .

- لكم الشكر الجزيل على هذه الحفاوة ، و أحيي من هذا المنبر الثقافي المتميز ، كل القراء و محبي الشاعرة حياة بربوش.

1- س : حياة بربوش كشاعرة يعرفها الجميع ، لما لها من حضور وازن على الساحة الثقافية و الشعرية بالخصوص ، نريدك أن تحدثينا عن حياة بربوش ، من هي ؟

- ج : حياة بربوش شاعرة،ناقدة،رسامة،باحثة أكادمية، كاتبة ، أستاذة في اللغة والآداب العربيّة،متخرّجة من كليّة الآداب والفنون والانسانيّات بمنّوبة،متحصّلة على عدّة شهادات عليا في الأدب،اللغة،علوم التربية،علم النفس،علم الاجتماع،الماجستير.....وغيرها...لي عديد الإصدارات في:
النّقد الأدبي:
*شعريّة الخطاب الرّوائي في السّرد النّسائي المغاربيّ
*السّيرة الذاتية النّسائية المغاربيّة
*الزّمن في الرّغواية المغابيّة(تحت الطبع)....
الشّعر:
*أفروديت النّور والنّار
*أنثى الياسمين
*موناليزا الشّرق والغرب(تحت الطبع)...
المقالات:
*جسدنة الكتابة
*عنف السّلطة عنف المتخيّل
*تسريد الموسيقى والرّقص.....وغيرها كثير
شاركت في عديد النّدوات والمحاضرات...متحصلة على عدّة أوسمة من العراق ومصر ...وعدّة شهادات فخرية....أنشر في أكثر من 237 مجلّة ورقية والكترونيّة...بعض قصائدي ترجمت إلى لغات أجنبية،وبعض آخر لُحن من قبل ملحّنين عراقيين خاصّة....

2 - س : تحدث في حياتنا أمورا انتقالية كثيرة تحدد نجاحنا أو فشلنا ، كي ننهض من جديد . ما هي المراحل الإنتقالية التي تعتبرينها حدا فاصلا في مسيرتك الشعرية ؟

- ج : هي مرحلة حاسمة تمثّلت في رفض العقليّة العربيّة التّي تهمّش المرأة،وكتابة المرأة،وفكر المرأة،وإبداع المرأة،وجرأة المرأة...هي مرحلة جعلتني أتحدّى،أقاوم ،لأفرض وجودي وأنحت كياني،،وأرسم مسيرة شعريّة حافلة بالانتصارات والكتابات التي تقهر النّسيان....

- 3 س : يقول أدونيس : الشعر قدر بشري ، و الشاعر مفصول عن التنبؤ ، و يقول البياتي : الشعر إكمال لرحلة وصل لها اللاهوت و توقف ، هل من صراع شعري بين الحلم و الواقع في قصائدك ؟ و هل تكتبين بحثا عن الزمن الضائع ؟

- ج : الشّعر نبوءة مستمرّة لا تُدرك لها ضفاف..هو ولادة قيصريّة فيها كثير من المعاناة والألم في واقع مرير...في واقع لا قيمة للمبدع فيه...الشّعر عندي ضمير الأمّة ورسالة تحمل كلّ معاني الحبّ والجمال ...هو محراب الطّهارة أغتسل فيه من شرور العالم...هو نشوتي،،هو طقوس تامّل أمارسها في ركنيَ الرّكين... هو الحلم الذّي لا يرفض الإكتمال...هو جنّتي الضائعة... طائر مغرّد على الدّوام...
هو فردوسيَ المفقود....

- 4 س : الإحساس بجمالية القصيدة شيء أساسي في الشعر ، كيف استطعت تخليق الجو الجمالي و التماس المذهل بين القارئ و القصيدة ؟

- ج : الجمال عنصر أساسيّ في القصيدة لأنّه مزيج من الألوان والأصوات والعطور والموسيقى والأصداء...وأنا أكتب في طقوس تعودّت عليها وتعوّدت عليّ ، فصرت وإيّاها الصّدى ورجع الصّدى...خلقتها من رحمي...عزفتها من نبض روحي المولعة بالوجود وسحره...فهو عندي حرم له قداسته...
وهو ما يجعلني أخلق جوّا من الرّهبة التّي تدغدغ القارئ وتصيبه بالذّهول ...فأنا أقول ما يريد قوله في لحظة لا يتوقّعها...

- 5 س : هل تجدين أن الأصوات النسائية الشعرية تطورت أو تغيرت أم ما زالت في الظل؟

- ج : هي أصوات لم تتحرّر بعد من وأد القبيلة،وأرباب القبيلة،لم تكسر بعد قيود الذّل والانكسار لعدة عوامل سياسية،اجتماعيّة،فكريّة....هي قوانين فرضها المجتمع الذّكوري ..فأقصى المرأة وهمّشها وحصر وظيفتها في التربية وتمتيعه...وهو ما جعلها مُقصاة....هناك بعض الأصوات التّي بدأت تغرّد خارج التّشريعات والنّواميس المتحجّرة ،لأنّها تجاوزت ضعفها وتمرّدت، وبدأت تشقّ طريقها بكلّ إصرار وثبات...

- 6 س : قصائدك كما أرى فيها ، أنك مجيدة في صياغة الكلمات و تطويعها للخيال الشعري بدافع حداثوي ، برأيك ماالذي يميز رؤيا الحداثة و رؤيا ما بعد الحداثة ؟

- ج : شخصيا أرى أنّ امتلاك اللغة بحكم تخصّصي وعشقي لها هو الذّي جعلني أصوغ عالمي الشّعري وفق رؤية تخييليّة لها عناصرها ومكوّناتها التّي تعود جذورها إلي تأثّري بعديد الشعراء العرب القدامى والمحدثين من العرب وحتّى من الغرب الذّي حمّلوا الشّعر رسائل ووظائف ورمزيّات من خلال توظيف الأساطير والمعجم الدّيني خاصة...وما يميّز رؤيا الحداثة هو التمرّد على الأشكال المحنّطة واللّغة الجاهزة ...ورؤيا ما بعد الحداثة ستوغل في السورياليّة لتكسر كل مواضعات الشّعر وقوالبه الماقبليّة....
- 7س : هل استطاعت الأديبة العربية تجاوز قضية البحث عن الحرية ، إلى قضايا إنسانية أكثر إيغالا في الشعور و الواقع الذي تعيشه ؟

- ج : الأديبة العربيّة في ظلّ الواقع العربيّ تكابد،تصارع، تعاني،لكنّها تحاول عبر ما تكتبه أن تفرض وجودها....وبحثها عن الحريّة لا بدّ أن يكون بحثا عن حريّة فكرها ومن ثمّة تكون حريّة التعبير والكتابة عن قضايا إنسانية مسكوت عنها في أغلب الأحيان ك:الاغتصاب،وزنا المحارم، الفقر، المخدّرات، تزويج القاصرات، المتاجرة بهنّ من قبل الأب أو الزّوج في الدّعارة، حرمانهنّ من التّعليم والمشاركة في الحياة السّياسيّة والاجتماعيّة على قدم المساواة مع الرّجل...

- 8 س : ما رأيك بمستوى الحركة الأدبية الراهنة في تونس ؟

- ج : الحركة الأدبيّة في تونس تكاد تكون منعدمة لأنّ القائمين عليها ليسوا من أهل الاختصاص،تحكمها لوبيات لها مصالحها،كما أنّها تفتقد إلى الدّعم المادي
والتّشجيع....حركة رهينة أحزاب تحاول كبت الأصوات الحرّة ،لا تولي اهتماما لا بالإبداع ولا والمبدعين...

- 9 س : حدثينا عن إصداراتك ، و ما مشاريعك الأدبية المستقبلية ؟

- ج : كتابتي متعدّدة المشارب ،تراوح بين النّقد الأدبيّ والشّعر....وقد سبق الحديث عن إصداراتي في التّعريف بنفسي ....مشاريعي المستقبليّة تتمثّل في خوض تجربتيْن هما: كتابة القصّة، ولي مشروع رواية....كما أسعى إلى ترجمة أشعاري إلى لغات أجنبيّة للانتشار عالميّا.....

- 10 س : خضت مغامرة كتابة القصة القصيرة ضمن مسابقة يوسف إدريس الدولية للقصة القصيرة ، ترى أين وصلت المغامرة ؟

- ج : هي تجربة ممتعة خضت أفكارها...وحزت على جائزة شكر وتقدير لما تميّز به نصّي من جودة وتميّز....

- 11 س : تطلين دائما علينا مبتسمة مبتهجة سعيدة كطفلة ، تطارد الفراشات و تبحث في الحقول عن سوسنة لتزرع منها مشاتل أمل ، ما السر في ذلك ؟

- ج : أنا أعشق الحياة وجمال الوجود...مدمنة على القراءة والكتابة ومناجاة البحر وترشّف القهوة السّوداء المرّة....فكيف لا تريدني أن أكون مبتسمة؟نعم أنا في داخلي طفلة أحبّ مطاردة الفراشات...وسماع الموسيقى...وكلّها أسهمت في بثّ الابتسامة التّي تُبعث كلّ يوم مع شعاع الشّمس في عيوني...

- 12 س : علاقتك بالبحر ، بالموج ، بالرمال ، هل تبحثين في صخب أمواجه ومده ، و هدوء جزره ، عن موسيقى لقصائد آتية من رذاذ موجه ؟ أم لحظة هروب بعيدا عن وجع مخاض الكتابة ؟

- ج : أنا والبحر الصّدى ورجع الصّدى...أعشقه،أستمدّ ألقي منه،أستمدّ من هديره موسيقايَ وإيقاع قصائدي...لا غرابة فأنا ولدت في جزيرة الأحلام "جربة" بحرها أجمل بحر ،غروب شمسها وشروقها سحر لا يُقاوم...البحر هو محرابي،مُلهمي،صديقي....أنا لا أهرب منه بل أرتمي في أحضانه بحثا عن "أنايَ" التّي يغسلها رذاذه فيكون التّوحد والإبداع....

- 13 س : هل الناقد هو القارئ الجيد ، لنصوصك الشعرية ، أم الناقد الأكاديمي الذي يملك ترسانة من المصطلحات لتجريبها في النص؟

- ج : هو هذا وذاك...كلاهما متلقٍّ يتلقّى ما أكتب...فيحاول فكّ شفرات النّص...فكلٌّ له تأويله الذّي يضفي على النّص جماليّة....لكنّي شخصيّا أتصيّد النّاقد الأكاديمي لأنّه الأقدر على محاورة أشعاري وذلك لأنّه يمتلك آليّآت تشريح النّصوص وكتابة النّص على النّص وذلك بتفكيك سميائيّات الأنساق التّداوليّة والوقوف عند خلف الفكر واللغة...

- 14 س : شاعرة ، ناقدة ، رسامة ، كاتبة ، باحثة أكاديمية..
في رياضة ألعاب القوى هناك الخماسي ، يعتمد على خمس أنواع من الرياضة ، بحيث يجد الممارس لهذا النوع بارعا في نوع أو نوعين ، و في خماسيك الأدبي و الفني أين تكمن براعتك ؟

- ج : لا يمكن لي أن أذكر براعتي أين تكمن؟ ولا يمكن أن أكون في ذات الوقت الخصم والحكم...هنا أترك للآخر أن يقيّم...فكلها معزوفات لها سلّمهما الموسيقي....النّقد الأدبيّ ممارسة ممتعة أشرّح فيها النّصوص الروائيّة والسّير ذاتيّة بحكم تخصّصي،البحث الأكاديمي متعة أخرى لأنّه يجعلني أبحر في عالم النّظريات الحديثة التّي بفضلها أمارس نقدي، الكتابة تلك ضفّة أخرى للإبداع أطبّق من خلالها مااكتسبته من آليات البحث الأكاديمي،الرّسم هو لعبة الألوان وخلق مستمرّ،تجسيد لمشاعري وأفكاري....أمّا الشعر فهو حالة من حالات "النّارفانا "أمارسها بكلّ عشق وفناء....طقس من طقوس النّشوة التّي تشبه سكرة الموت والإنبعاث...سكرة الموت حين أغيب عن العالم الموجود،وسكرة الإنبعاث هي تلك الرّعشة التّي أعانق فيها المطلق أنا وذاتي ولغتي....فتكون القصيدة...

15- س : سؤالي الأخير هو ما هذه الجرأة الزائدة في قصائدك ؟ و من هم الشّعراء الذّين تأثّرت بهم ؟ و حضور المعجم الدّيني الذّي يراه بعضهم مساسا بالمقدّسات؟

- ج : الإشكال ليس في الجرأة بل الإشكال أنّها متأتّية من امرأة في مجتمع شرقيّ ..هي جرأة يقبلها من الرّجل ولا يقبلها من المرأة لأنّها تربّت على كبت كلّ مشاعرها وأفكارها هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى المجتمع العربيّ يقرأ الجرأة ويمارسها في الظّلام أمّا حين تكتب ينصبّ نفسه مدافعا عن الخجل،الحياء،الأخلاق الحميدة...تلك -للأسف- هي سكيزوفرينيا المجتمعات العربيّة...أنا أصف مشاعري لأنّي تصالحت مع نفسي...أصف الجمال الصّارخ لأنه أصل الوجود.....
أما عن الشعراء الذين تأثّرت بهم كثيرون:

العرب القدامى:
"أبو الطّيب المتنبي " " ابن زيدون" "الصعاليك"" البحتري" "المعري"..

المحدثون:
"محمود درويش" "أميل دنقل"
"أبو القاسم الشابي" "نزار قباني"
أمّا من الغرب فقد تأثرّت ب:
"شارل بودلير" "لامرتين" "جون جاك روسو"....
ونأتي لتوظيف الرّموز التّي يراها بعضهم مساسا بالمقدّسات...فالأمر يعود إلى ذاك التّعصّب الدّيني الذّي يجهل أنّ اللغة تحتمل أكثر من معنًى....هذا من جهة،أمّا حين أستعمل رموزا ك: "سيّدنا يوسف"فذلك للإحالة على العفّة،الجمال،
طاعة الله...فبين المشبّه والمشبّه به علاقة مشابهة...هذا من جهة ثانية...كما أنّ التّوظيف يمنح الصّور الشّعرية بعدا جماليّا طريفا أساسه التّناص من جهة ثالثة...فعلى الذائقة أن تغيّر زوايا نظرها
وتدرك أنّ التّجربة الشّعرية لا علاقة لها بالدين إنّما هي تسعى إلى إثراء معاجمها والمعجم الدّيني مصدر من مصادر الثّراء والجمال والإلهام لا غير....

- 16 س : كلمة أخيرة للشعراء الكهول منهم و الشباب .

- ج : أقول لهم مارسوا قناعاتكم....حرّروا أقلامكم...فأنتم صوت الامّة وظلال القيم السّامية...لا تكترثوا بالذّين ينعقون كالغربان....فالشّعر أمّ القضايا "أكون أو لا أكون" اختاروا الكينونة لا العدم..

- كلمة أخيرة :

- أشكر حضرتك وإدارة المجلة...وأشكر القرّاء الأكارم....دمتم ذخرا للإبداع والمبدعين ..

- ختاما ،
إنتهى الحوار ، و الشعر ينام بالجوار ، قد يستيقظ بالليل أو بالنهار ، دعيه نائما ، و دعيني أنا أقول لك بملئ فمي ، شكرا جزيلا على قبولك دعوتي لهذا الحوار الشيق و الجميل جمال روحك الشبابية المعطاءة و المتميزة بهاء و رونقا و رقيا ...
و أحيي فيك شفافيتك و صراحتك المطلقة و تسمية الأسماء بمسمياتها ، و الضغط على الجرح النازف دون تسبب أي ألم ، و قولك كلمة حق دون خوف لومة لائم ..أتمنى لك المزيد من الإبداع الجميل و الرقي ، و التوفيق في إصدارات مستقبلية .

هديّتي للقرّاء الأفاضل....

" آه يا بحر"

أخبره أنّي بحثت عنه...
وأنّي نسيت العشق والعشّاق...
وأنّي سكبت كلّ....
دموع أحداقي...
وطلقت الحسّاد...
وأهل الشّقاق والنّفاق...
أخبره يا بحر....
إنّي بعده يتيمة...
وأنّي تائهة كسفينة...
فحروفي بعد رحيله...
عقيمة....عقيمة...
ياخنجرا فيَّ مغروس....
منذ آلاف آلاف السنين ...
لا أنتَ وصلتني...
فأذيب بيني وبينك...
ركام الجليد...
ولا أنتَ دفنتني...
فتغلق بيني وبينك...
كلّ أبواب الحديد...
لله درك جعلتني...
أتأرجح بين لهفة الشّوق...
وأكتوي بلهيب الحريق...
أخبره يا بحر....
أنّي بعده غدوت...
ذرات غبار ..

حاورها الكاتب المغربي حسن مستعد .

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار مع الشاعر و الإعلامي الكردي السوري مروان شيخي ، نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة

نص الحوار الأدبي مع الفائزة في المسابقة العربية للقصة القصيرة، القاصة المصرية ريهام حمدي إسماعيل ، منشور و موثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب