حوار مع الأديب الأردني أيمن خالد دراوشة

مجلة دوائر ضوء ، تعنى بالشؤون الثقافية و الأدبية .
http://majalatdaouirdaoua.blogspot.com 

فقرة : حوار مع أديب. 

مدينة الزرقاء ، مدينة هضبية تقع على سيف الصحراء ، في شمال شرق العاصمة عمان ، بحوالي 20 كم . و تحيط بها السلاسل المرتفعة من جميع الجهات ، مما يجعلها تبدو  و كأنها مدينة نشأت في أرض بحيرة ، يخترقها وادي الزرقاء الذي كان نهرا كبيرا جاريا يصب في نهر الأردن .
و سبب تسميتها الزرقاء ، يعود إلى كلمة أكادية من مقطعين هما : " زار " و تعني مياه ، و " كي " تعني منطقة . ( الأكاديون عرب ساميون ، أصلهم من شمال الجزيرة العربية ) .
 الزرقاء تاريخ عريق كما يدل أصل تسميتها ، فهي منطقة سكنية منذ أعوام قبل الميلاد .
شهدت الزرقاء حركة ثقافية هائلة منذ سبعينات القرن العشرين ، حيث تأسس فيها نادي  "أسرة القلم " العريق ، الذي استطاع جذب أعداد كثيرة من المبدعين . و استطاعت هذه المدينة ان تخرج عددا من الأدباء المتميزين الذين ولدوا أو عاشوا أو استقروا فيها ، منهم على سبيل المثال لا الحصر  : 
فخري قعوار ، علي الكردي ، أمجد ناصر ، الدكتورة سليم سلامة الروسان ، محمود أبو فروة الرحبي ، جهاد الرحبي ، فخري صالح ، و غيرهم .

من هذه العراقة الضاربة في جذور التاريخ ، و من هذه المدينة الخصبة ، الولود و الودود ، سيكون لنا حوار مع إبنها البار ، المثقف ، الأديب الجامع لكل التخصصات ، السداسي الأبعاد ، الشاعر و الكاتب و الروائي و الناقد و المسرحي و الباحث ، له حضور وازن ، في مجمل أنحاء الوطن العربي ،

  الأديب  :  أيمن خالد  دراوشة

 نصوصه الإبداعية و تجربته الخرافية ، حرضتني على مطاردته و جره إلى البوح للقراء ، بما يختزنه من أسرار ، في هذا الحوار الصريح و الجريء و الصادق .

أولا ، أرحب بكم ، في فقرة : "حوار مع أديب " بمجلة دوائر ضوء .

-  مرحبا بك ، في بيتك الثاني بعد بيتك الشعري الأول ، و أشكرك على تكرمك بقبول هذا الحوار ، رغم مشاغلك الكثيرة .

سؤالي:
-  من هو أيمن الدراوشة ؟

- ج : أيمن الدراوشة كاتب أردني ما يزال يحلم بالمطر ، وما زال طفلا أيضا.
- س : كيف كانت البدايات؟

بداياتي كانت بشوارع الطفولة من عمر تسع سنوات، ومن صحف اللحمة والمخابز والشارع ، كنت أسرق قراءاتي حيث كان امتلاك ثمن صحيفة ثروة آنذاك ... وبعد مرور السنين ، بدأت بمعرفة كبار الكتاب ، شعراء وروائيين وغيرهم حتى عشقت الكتابة والقراءة ، ونشرت أول خاطرة لي بعمر إحدى عشرة سنة بجريدة الدستور الأردنية، ومن هنا بدأت تتسع الأحلام والإنطلاق ...

- س :  ما هي إصداراتك؟

- ج : لدي خمسة عشر إصدارًا متنوعًا بين الفن القصصي والمسرحي وأدب الطفل وكذلك المؤلفات الأكاديمية.

من أهم مؤلفاتي: 

1- حين يهبط الليل مجموعة قصصية.

2-  كم كنا رائعين معًا مجموعة قصصية. 

3- التاج العظيم مجموعة قصصية للأطفال.

4- صعوبات التعلم.

5- إحداثيات الزمن في اللغة العربية.

6- تربية الموهوبين تحت الطباعة.

7- مجموعات شعرية للأطفال والكبار لم تطبع بعد.

8- إشكالية المصطلح قديمًا وحديثًا.

9- عشرات البحوث الأكاديمية والأعمال الأدبية المنشورة في مجلات محكمة. 

10- أعمال شعرية غنائية بعضها ملحن فصحى وعامي.

- س : حول طريقتك في كتابة القصيدة ، هل تكتمل وتنضج في خيالك ، أم تبدأ النظم والكتابة مباشرة؟

- ج : قصائدي هي وليدة اللحظة وبسبب مثير ، من هنا تبدأ الفكرة ثم ترتيب النظم حتى تكتمل كقصيدة ، وأحيانا أكتب بيتا أو بيتين فقط كوننا في عصر السرعة والمطولات لم يعد أحد ينظر إليها ، وأفضل قصائدي هي ما كتبتها نتيجة مثير ودافع لإنتاج القصيدة وليست مباشرة ، لكن التنظيم وصياغة الأفكار تأخذ مني وقتا طويلا وربما استشرت زملائي الشعراء في نظم قصائدي إن شعرت بأن هناك خطأ ما .

 - س : ما الجدوى من الشعر وغيره ، في زمن ضمور القيم واستفحال الرداءة؟

- ج : من أقوى الأسئلة التي طرحت عليّ هذا السؤال الصادم ، الحقيقة لا جدوى لا من شعر ولا من روايات ولا من قصص ولا من أي جنس كتابي بعد توغل مواقع التواصل الاجتماعي ، فأصبحت الكتابة لكل من هب ودب ، بل ويوصف بالشاعر المبدع والروائي الهمام والقاص النادر وغيرها من ألقاب الفيسبوك التافهة... الكتابة يا سيدي أصبحت مهنة لا مهنة له ، ومن سيعتمدها مصدرا للرزق فسوف يتسول ، إنَّ الكاتب الحقيقي المبدع يبقى يحلم ويبدع وينشر دون حافز مادي ، فقط معنوي بلايكات وإشادات من أصدقائه ... الجانب المادي فقط لأصحاب مافيات الثقافة ولبائعي الشهرة مقابل مبالغ مالية حتى لو كتبت لهم حثالة الكتابة ، المهم أن تدفع لهم الثمن ، وسوف يشهرونك مؤقتا ثم يبحثون عن غيرك ، واللبيب من الإشارة يفهم .

- س : ما رأيك في المجلات الإلكترونية التي تعنى بالثقافة والأدب ، هل هي ظاهرة صحية ؟ وكيف تميز بين الغث والسمين فيما تنشره؟

- ج : المجلات الإلكترونية التي تقدم أدبا رفيع المستوى محدودة جدا ، لكن لهم الشكر ، لأنهم ينشروا لنا ولغيرنا من الكتاب والشعراء ، من السهل جدا أن تنشر بتلك المجلات فالمساهمات فيها مجانية ، أما قوة كتابها من ضعفهم فهذا يحدده نصهم وليس المجلة الإلكترونية فالغث بيِّن والسمين بيِّن أيضا.

- س :  كيف ترى مستقبل الشعر والشعراء؟

- ج : في الوطن العربي لا مستقبل لا لشعراء ولا لغيرهم حتى لو أبدعوا ، أن تُحترَم في بلد غير بلدك يحتِّم عليك التفكير بالهجرة ، فموطنك هو من يقدِّرك وليس من تحمل جنسيته ... 

- س : ما هي النصائح التي تسديها للشعراء الذين على الطريق؟

- ج : 
1- التمكن من البحور الشعرية سواء للحر أو العمودي.
2- تناول مواضيع واقعية إجتماعية ومن صميم مجتمع الشاعر أو الوطن العربي ككل .
3- إستشارة الشعراء المتمكنين من أدواتهم عند نظم قصيدة أو طباعة ديوان.
4- عدم الغرور وإيذاء الآخرين وكسب أكبر كمية من الشعراء المبدعين.
5- التجديد في عمل جديد حتى لا يكرر الشاعر نفسه.
6- تجنب الأخطاء خاصة الإملائية والنحوية فلا أحد يرحم ، وتقبل النقد السلبي بكل صدر رحب حتى لو أمام العامة... 
7- الإبتعاد عن الجدال نهائيا حتى لو كان الشاعر على صواب.
8- التفكير بالإبداع فقط ، وتقديم المادة التي تثير غير الأصدقاء وليس الأصدقاء فقط ، ولا بأس من محاولة الظهور والشهرة لكن دون الإضرار بالآخرين وأذيتهم ، وتمني الخير والنجاح للجميع حتى يوفقنا الله في إبداعنا.
9- محاولة تنويع النشر في المواقع الإلكترونية والورقية حتى يقرأ العمل الكثير من عشاق الشعر في الوطن العربي، وربما فتح ذلك للشاعر آفاق واسعة كما حصل معي.
10- النشر في مجلات ورقية تقدر الكاتب بمكافأة ، والصبر على المجاني.

- س :  هل هناك صعوبات في نشر ديوان شعري ، ومشاكل دور النشر ، وعزوف القراء عن متابعة القراءة على الورق ،بعدما التهمتهم شاشة الفضاء الأزرق ؟

- ج : الصعوبات ليس بالمادة المطبوعة حتى لو كانت قمامة ، وما أكثر الكتب التي تطبع ولا تقرأ بل تركن على الرفوف ،  وربما مصيرها حاويات القمامة... ، الصعوبات في دور النشر بغياب الثقة ، فدور النشر أصبحت تتجه للربح والكسب المادي ،  دون أي اعتبار للمادة المنشورة قصة أم شعر أم رواية ... الرقابة انتهت ، وأكاذيب دور النشر وطمعهم أصاب منه ما أصاب ، لكن هذا لا يعني عدم وجود دور نشر محترمة أمينة ولو كانت قليلة... ونصيحتي لمن يريد طباعة ديوان ورقي أن يطبع 200 نسخة فقط ، وإذا أصرت دار النشر على طباعة ألوف النسخ فهم نصابون لا يعتمد عليهم.

- كلمة أخيرة ...

كل الشكر والتقدير لمجلة دوائر ضوء ، على هذا اللقاء الثري ونشرها للإبداع الثقافي متمنيًا لها كل التوفيق والنجاح.

المحاور : و بدوري أقدم لكم ، شكري الجزيل ، على تكرمكم بقبول هذا الحوار الشيق و الممتع و المدهش بجرأته بوضع الملح على كل جراح الجسد الأدبي و الثقافي ، و أثني على صراحتك و نقاء ضميرك ، و صدق مشاعرك ، و إلى اللقاء في فرصة قادمة إن شاء لله .

أما أنتم أعزائي القراء الكرام ، أشكركم على حسن تتبعكم بفقرة " حوار مع أديب " ، و حتى ألقاكم ، أترككم مع هذه القصيدة الجميلة و المعبرة عن معاناة الشاعر في أرض الغربة. 

لقد تعبت
بقلم / أيمن دراوشة
**************************
أمي أتيت وهذا القلب معلــــــــول
والدمع منسكب والحـــــــلم مقتول

أتيت والجـــــــــرح معقود بقافيتي
من غربة كان فيها القصد مجهول

قصدت فيها حيـــــــاة دون مهلكة
ولم أجد غير حق المرء مــــأكول

أمي لك العذر ضميني لثانيــــــــة
بالي بحضنك يا أمــــــــاه مشغول

مــــاذا سأفعل إن أصبحت منفردا
والدرب أصبـــــــح للإتيان مقفول

لا تحزني عـــــن جنوني إنني ولد
بلا رشاد وجئت الآن مــــــــعقول

قـــــد كنت في غربتي أماه مكتئب
وكنت فيها بـــــــــلا حلم ومهمول

لـــم ألق مثلك في الوجدان لا أبدا
فأنــــــــتِ لي قمر والليل مسدول

فكم تعذبت من أجلي وصــــابرة
لكنني كنــــــــت مجنون ومهبول

فسامحيني إذا أخطأت يــا وجعي
وسامـــحيني إذا أصبحت مغفول

لقد أتيت وفي صدر العذاب لظى
لقد تعبت وهذا الصـــــدر متبول


- حاوره : الكاتب المغربي حسن مستعد .

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

نص الحوار الأدبي ، مع أيقونة جربة ، الشاعرة التونسية حياة بربوش ، نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب

حوار مع الشاعر و الإعلامي الكردي السوري مروان شيخي ، نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة

نص الحوار الأدبي مع الفائزة في المسابقة العربية للقصة القصيرة، القاصة المصرية ريهام حمدي إسماعيل ، منشور و موثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب