حوار مع الكاتبة ، صفاء عبد المنعم ، نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء


مجلة دوائر ضوء ، للثقافة و الأدب .
http://daouairdaoua.blogspot.com

فقرة : حوار مع أديب.

حاورها الكاتب المغربي حسن مستعد

طاردتها لاقتناص حوار ، لكنها لم تتمنع ، و لم تتصنع كثرة انشغالاتها، بل قبلت بكل أريحية و عن طواعية و كرم بادخ و تواضع العظماء.
غزيرة العطاء ، كنهر النيل المعطاء.

هي فارسة الكلمة ، و صانعة المعنى ، تجيد ركوب صهوة الكتابة.
ندرت حياتها كلها للتربية ، للتعليم ، للأدب ، للكتابة ، تخرجت على يديها أجيال من خيرة أبناء مصر ، تربت في كنف حنوها ، و تغدت من ثقافتها الواسعة ، و كانت الأم الرؤوم لكل أطفال و شباب المحروسة.
هذه الديسمبرية ، كما تحب تسمية نفسها ، رغم أن ديسمبر يصبح موسما للأحداث الكبرى في حياتها. هو شهر الصرخات ، صرخة الولادة ، و صرخة المرض الفتاك ، و صرخة فقد الأصدقاء .
ميزتها ، الوفاء الكبير و المدهش ، و الراقي ، ندر معدنه اليوم ، لكنها تحتضنه بذراعيها مخافة الفقد ، و تعض عليه بالنواجد كي لا يذوب كفص ملح بين شعاب الزمن .
وفائها لزوجها الراحل/ الباقي / الحي ، الشاعر مجدي الجابري .
و يالجمال الصدف ، تزامن الحوار مع ذكرى ميلاده آل 59 ، يوم 15 أغسطس 2020 (1961 - 1999).
هذا الوفاء الجميل لرفيق عمرها ، قادها لرؤيته يجلس على طرف سريرها ثم يقوم ليرحل ، عندما استفاقت من عملية استئصال الورم في المستشفى .
نهر الوفاء لديها كما فيض العطاء لا ينضب . ففي رواية حافة الروح ، يتجسد الوفاء بكل تجلياته، عندما تهب الرواية لروح صديقتها الكاتبة نعمات البحيري و تستدعي حضورها في الوجدان و تأريخ النبل و الإخلاص في مسيرة السخاء و الكرم.
هذه هي صفاء عبد المنعم ، الإنسانة، قبل أن تكون الكاتبة العربية المصرية الكبيرة .
كانت كبيرة ، كبيرة جدا ، قبل أن تزداد كبرا و تعملقا، و تصبح قامة و صرح أدبي كبير ، و هرم رابع ، من أهرامات أم الدنيا ، يتربع على عرش الأدب ، و يصبح لها صدى ذا شأن داخل و خارج مصر .
يتنوع إنتاجها الأدبي الغزير ، مابين القصة القصيرة و الرواية و الدراسات الشعبية و قصص الأطفال ، إنها ما تزال طفلة في جسد امرأة ، فهي ما تزال شابة، بعطائها ببرائتها بابتسامتها الجميلة، ابتسامة التحدي ، ابتسامة الإنتصار على كل المعوقات ، ابتسامة الأمل و المستقبل ، إبتسامة الحب .
و نحن بدورنا نكن لها الحب الكبير ، و التقدير و الإحترام و الوفاء .

إنها الكاتبة و الروائية العربية الكبيرة ، المصرية صفاء عبد المنعم.
لنا معها هذا الحوار الجميل و الشيق و هو في حد ذاته تكريم لها ، لعطائها ، لإبداعها ، أتمنى أن يكون لائقا بقامتها التي تطل من علي .

*الحوار
--------
- س1 : القارئ يريد أن يعرف من هي صفاء عبد المنعم ، المبدعة الإنسانة ؟

- ج : صفاء عبد المنعم.
قاصة وروائية وباحثة بالأدب الشعبى وكاتبة أطفال.
مواليد القاهرة : 1960
مديرة مدرسة

حاصلة على ليسانس أداب وتربية – جامعة عين شمس

دراسات عليا تذوق فنى أكاديمية الفنون بالهرم
دراسات عليا جودة المدرسة – جامعة عين شمس.

زوجة الشاعر مجدى الجابرى – توفى عام 99

كتبت أول قصة عام 82 – ونشرت عام 84 ضمن مجموعة مشتركة – حكايات الليل 84 .

عندى الآن ما يقرب من 30 عمل أدبى بين المجموعات القصصية والرواية والأدب الشعبى، وكتب للأطفال.

أقيم ورش حكى للأطفال – وورش للتلاميذ الموهوبين.

عضو إتحاد كتاب مصر
معتمدة بالإذاعة المصرية
محاضر مركزى بالهيئة العامة لقصور الثقافة.

- س2 : قصتك البكر ، عمرها الآن 38 سنة ، هل هي بداية البدايات ؟

- ج : بدأت كتابة القصة عام 82، وكان اسمها(يوم عاصف)وكانت هى بداية الأنطلاق، ثم قمت بجمع 4 قصص وأصدرت مجموعة مشتركة عام 84 طبعة خاصة، ونوقشت فى عديد من الأماكن الثقافية مثل قصور الثقافة، ومراكز الشباب.

س 3 : ما هي طقوسك في الكتابة ، و كيف تستوحين و تلتقطين خيوط البداية ؟
- ج : ليس لى طقوس محددة وثابتة ومنتظمة الفعل بشكل محدد، بمعنى أجلس على المكتب من الساعة – إلى الساعة - ، ولكن أنا طوال الوقت في حالة كتابة منذ أصحو من النوم، حتى أنام ثانية، ويمكن أثناء النوم عقلي يعمل، فأقوم من النوم أكتب شيئا ما ثم أنام ثانية.
الكتابة بالنسبة لي في حالة ديمومة مستمرة فى الشارع فى البيت في العمل.
وأكتب على قصاصات من الورق ثم أجمعها فى ملف ، وعندما تنتهي الحالة الشعورية التى عليها ، أو المزاجية ، أترك الملف فترة، ثم أعود لقراءة ما كتبته منذ أيام أو شهور، وأحيانا سنينا، كما حدث فى بعض الأعمال، ثم أخرج الملف وأنقل من الورق إلى الكمبيوتر، واحيانا كثيرة ألقي بالكثير من القصاصات فى سلة المهملات، وأحيانا أحتفظ بها لفترة أخرى. حسب جودة النص وما يدهشني به، فأنا أتحول من كاتب إلى ناقد وقارئ للنص.

س4 : كيف تضعين البداية للقصة و متى تقررين أن موعد وضع نقطة النهاية قد جاء ؟
- ج : أستوحي البداية، ممكن من مشهد رأيته، أو شخصية قابلتها، أو نص قرأته، أو كلمة سمعتها.
مفتاح كل نص مختلف عن الآخر، فى نص يكتب فى مرة واحدة، وآخر يكتب فى مرات عديدة.
كل نص له مدخل مختلف تماما.

- س5 : هل صحيح أن القصة القصيرة جدا ، جنس مناسب لهذه الأزمنة التي تمتاز بالسرعة ؟ و ماذا عن القصة القصيرة تحديدا؟

- ج : معظم القصص القصيرة عندي هى ابنة لحظة الكتابة وتنتهي فى جلسة واحدة فى أحيان كثيرة.
بمعنى أن النص هو مكتوب بداخلي فى رأسي، في أفكاري، ومشاهداتي، وقرائتي المختلفة، وعندما ينضج النص ويريد الخروج، يخرج مكتملا من البداية إلى النهاية، وأتركه بعد الكتابة ولا أقوم بتصحيحه أو قرائته حتى لا أفسد الحالة الإبداعية، وبعد أيام أعود لقرأته مرة أخرى، فأجده نصا كاملا.-

س6 : في قصصك هل تريدين أن يكون البطل الفكرة ، أم اللغة و لماذا ؟
- ج : ربما يكون كل ذلك(الفكرة واللغة) ولكن الرؤية والموقف يختلف من مبدع إلى مبدع.
بداية من تشيكوف إلى الآن، وربما من قبل ذلك ايضا فالهدف مضمر داخل النص.
فأنا لا أجلس وأقول سوف أكتب فكرة كذا أو بلغة كذا. ولكن كل نص ينتج لغته وفكرة داخل نسق فكري كبير ووعي مضمر هو وعي الكاتب الذي تكون عبر خبرات كثيرة.
س7 : هل ترين أن بين القارئ و المبدع فجوة ، و ما حجمها ؟

- ج : نعم.
بين القارئ والمبدع فجوة كبيرة. لأن القارئ الآن يبحث عن السهل السريع الممتع، عكس القارئ القديم جيلنا مثلا، كنا نبحث عن المبدع ونشتري كتبه ونحضر ندوات له، ونحرص على المناقشة، ولكن الآن بعض الشباب يجرون وراء الموضة، الأكثر مبيعا، الأكثر شهرة دون بحث او أختيار دقيق.
ولأن ليس كل مايبرق ذهبا، بالإضافة إلى وهم الشهرة وخديعة النشر، دار النشر ممكن كل 10 نسخ تكتب طبعة جديدة، بمعنى 100 نسخة تصبح 10 طبعات وه

س8 : النشر الإلكتروني بشكل ما إستطاع استقطاب الأدباء و الكتاب ، هل يعتبر الآن منافسا قويا للنشر الورقي؟

- ج :النشر الألكتروني وسع دائرة النشر نعم.
وجذب كثيرا من القراء والكتاب الشباب، وصنع شهرة كبيرة لا تتوفر للنشر الورقي نعم.
ولكن للكتاب متعة خاصة، تبحث عنه، وتقتنيه، وتمسكه بيدك، وتشم رائحة الحبر، وتعجب بالغلاف .
فهو له متعة خاصة لأصحاب المزاج القارئي المختلف قليلا.

س 9 : هل استطاع النشر الإلكتروني أن يخدم الكاتب المبتدئ ، و إلى أي حد يمكن قول ذلك ؟
- ج : الكاتب المبتدئ قدم له
النشر، خدمة كبيرة فى الشهرة والنشر السريع، فلن يجلس طويلا فى انتظار موافقة جهة النشر في مجلة أو جريدة.
ولكنه أضره فى جودة النص، وسماع النقد والرأي المخالف، والنصيحة، بمعنى أن أول نص كتبه نشره، وأخذ عليه عدة ليكات وكلمات مثل : رائع وجميل والله عليك. ولكن أين النقد الذى يطور حركة الإبداع ويثقل الموهبة عنده ؟
وجمل الأطراء لا تصنع مبدعا جيدا للأسف .
س 10: إلام تعزي هذه الصحوة للقصة القصيرة جدا ؟

- ج : القصة القصيرة موجودة طوال الوقت ولم تمت، ولكنها تتطور، لأنها شديدة المرونة والإستيعاب السريع للأحداث.
ولكن في فترة من الفترات ، إنتشرت مقولة(زمن الرواية) مما جعل كثيرون يكتبون روايات ومنهم شعراء ، لكسب الزمن.
ولكن القصة القصيرة تكشف المبدع الجيد لأنها قادرة على أن تثبت للمبدع قدراته، ولذا كثيرا من كتاب الرواية لم يكتبوا قصصا قصيرة.

س11 : ما هو المطلوب من الكاتب ؟ أن يكون واعظا أو ناقدا أو قارئا للمجتمع ، أو مسليا و ممتعا في قصصه ؟
- ج : يمكن للكاتب أن يصبح كل هؤلاء.
حسب هو ماذا يريد أن يقول داخل النص.
والقارئ يبحث عما يريده أيضا، لغة، فكرة، عظة. فيمكن أن يكون النص ممتعا وجيدا وهذا يتوقف على الحرفية لدى المبدع، وتعدد قراءاته، والهدف من كتابة النص لا يكون واضحا ولكنه موجود بشكل مضمر داخل السياق .
س12 : المبدع العربي حقه مهضوم ، و لا يلاقي أدنى اهتمام ، و يعاني أحيانا من اللامبالاة في وطنه ، بماذا تفسرين ذلك ؟

- ج :نعم كل ما تقوله صحيح لأن :
الكاتب العربي محروم من وجود شخصية(الوكيل الأدبي).
مثلما يحدث فى أوربا مثلا.
هناك الكاتب يكتب فقط. والوكيل الأدبي يفعل كل شيئ بداية من النشر والنقد وحفلات التوقيع والجرائد والمجلات والسينما، مقابل عمولة.
ولكن هنا الكاتب يكتب، ويبحث عن ناشر، ويدفع كل أو جزء من التكاليف، ويقيم حفلات التوقيع ويتواصل مع الجرائد والمجلات والنقاد، ويعيش على الكفاف. إلا قلة نادرة، ولهم أسباب أخرى .
س13 : ما هي إصداراتك ؟
الإصدارات الأدبية :

1) حكايات الليل – مجموعة قصصية مشتركة – طبعة خاصة عام 1984

2) تلك القاهرة تغرينى بسيقانها العارية – ديوان قصص – طبعة خاصة عام 1990

3) أشياء صغيرة وأليفة – مجموعة قصصية – الهيئة العامة لقصور الثقافة – سلسلة أصوات أدبية عام 1996

4) بنات فى بنات – مجموعة قصصية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – سلسلة كتابات جديدة عام 2000

5) من حلاوة الروح – رواية بالعامية المصرية – أصدارات رؤى – طبعة أولى عام 2001
  طبعة ثانية دار سنابل للنشر والتوزيع عام 2005 

6) ريح السموم – رواية – الهيئة العامة للكتاب - مكتبة الأسرة عام 2003 

7) أغانى والعاب شعبية للأطفال – الهيئة العامة لقصور الثقافة – ساسلة دراسات شعبية عام 2004 

8) سفينة الحلوى – قصص للأطفال – الهيئة العامة لقصور الثقافة – سلسلة قطر الندى عام 2006 

9) التى رأت – رواية – دار ميريت عام 2007 

10) قال لها يا إنانا – رواية – دار نفرو عام 2007 

11) فى الليل لما خلى – رواية – الهيئة العامة للكتاب – نشر عام 2009
     طبعة ثانية – مكتبة الأسرة عام 2010 

12) بشكل أو بآخر – مجموعة قصصية – الهيئة العامة لقصور الثقافة – سلسلة أصوات أدبية عام 2008

13) بيت فنانة – رواية – دار سندباد عام 2009 
      طبعة ثانية دار اليمام – الكويت عام 2015 

 14) أنثى الخيال – إتحاد الكتاب عام 2011 

15) مثل ساحرة – رواية – دار التلاقى عام 2008 

16) الليالى – مجموعة قصصية – دار اليمام الكويت عام 2015 

17) سيدة المكان – مجموعة قصصية – دار وعد عام 2015 
18) حكايات من حلايب – قصص للأطفال – كتاب قطر الندى عام 2013 

19) الألعاب الخطرة – مجموعة قصصية – الهيئة العامة للكتاب – سلسلة كتابات جديدة عام 2015 

20) امرأة الريح – رواية – روايات الهلال عام 2016 

21) داية وماشطة – دراسات شعبية – دار غراب عام 2017 

22) ميريت أصفر – رواية – دار روافد عام 2017 

23)حكايات بسملة – قصص للأطفال – المجلس القومى لثقافة الطفل عام 2018 

24) العمة توتة – قصص للأطفال – الهيئة العامة للكتاب - سلسلة أدب الطفل عام  2018 
     طبعة ثانية مكتبة الأسرة 2019 

25) ضيعة القطط البيضاء – رواية للأطفال – سلسلة كتاب قطر الندى عام 2019 

26) عادى جدا طبعا – مجموعة قصص – دار النسيم عام 2020 

27) فوق الشجرة طاووس – دار أبن رشد عام 2020  
  
س14 : هل من نصيحة توجهينها للكاتب المبتدئ ؟ 
  
- ج : نصيحتى للكاتب المبتدئ : إقرأ ثم إقرأ في جميع المجالات .
لا تتعجل الشهرة، سوف تأتي مع كل نص تكتبه .
أحضر ندوات وورش إبداع كثيرة . 

- س15 : هل كنت تتوقعين سؤالا معينا ، و لم أطرحه عليك ؟  
  
- ج :؟نعم .
سؤال مثل : لماذا لم أحصل على جوائز كبيرة عربية أو محلية إلى الآن ، رغم كم هذا الإنتاج الضخم و المتنوع ؟
  
س 16: كلمة أخيرة ؟ 

- ج : أتمنى أن يصبح كل العالم مبدعا في كل أنواع الفنون، لأن الإبداع يرقي الذوق والجمال.
ثم التاريخ سيفرز الغث من السمين.
مع خالص تحياتي للجميع .

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

نص الحوار الأدبي ، مع أيقونة جربة ، الشاعرة التونسية حياة بربوش ، نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب

حوار مع الشاعر و الإعلامي الكردي السوري مروان شيخي ، نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة

نص الحوار الأدبي مع الفائزة في المسابقة العربية للقصة القصيرة، القاصة المصرية ريهام حمدي إسماعيل ، منشور و موثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب