حوار مع الكاتبة و الشاعرة المغربية ،فوزية أحمد الفيلالي ،نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء .
majalatdaouairdaoua.blogspot.com
فقرة حوار مع أديب :
حاورها : الكاتب المغربي حسن مستعد .
في انتظار وصول قطار الإبداع الذي على متنه تسافر شاعرتنا الفذة إلى محطة الحوار القادمة.
لنا هذه القراءة :
حينما تكتب لالة فوزية أحمد الفيلالي ( Lalla Fouz Chiki ) ، تثير بعضا من ذاكرتها ، كيانها ، تضخ دماء في نفحات أحاسيسها.
لا أدري لماذا كلما حللت مقتحما خلوتها يسبقني الفضول ، حيث التجوال في مرتع الحب و الجنون و التمرد ، و الأمل .
في قصيدها أجد جسور الفتون ، أعبرها بصمت يصرخ بجهير العبارة .
- ما أروعك يالمغرب الولاد !
هكذا يتشكل عشقي للتراب الذي خلقت من نطفته .
حينما نتحدث عن البدايات و الشهقات الحياتية و الإبداعية ، حتما لن تبحث عن قوافي التميز عندها ، بل يتحتم عليك التحليق في ذاتها الشاعرية الحرانة.
أن تغوص في لغة تلعب بأصداف النظم و قناديل الكلم .
لا تحدثنا الشاعرة المبدعة من وراء الحجاب ، و لا تبوح من خلف السطور ، قصائدها تدنو إلينا ، تهجم على ذهولنا ، تقترف فينا جرم التلبس بمكنونات الفصاحة الشعرية .
على جسد الشعر ترسم وشوم ميسمها ، فتنتها البوح ، روعتها الرؤية ، الشعر عندها خارج المحيطات ، لا جسرا يصلح للعبور ، و لا حرفا يسكن الخيال .
تجربتها الثرة شكلت من قصائدها تماوجات بهية التقاسيم ، حقول نسائمها كحروف من ياسمين التعبير .
راكمت سنين إنصاتها إلى عوالم لا تحكمها إلا الكتابة .
لا يمكن ان تقرأ لها دون أن تكون مضطرا إلى السفر عبر محيطات الدهشة .
جغرافية كتاباتها الشعرية ، جعلتها المقيمة البهية على سواحل العبارة .
جربت أن أكتب عنها قبل هذا اليقين بكثير ، ليرغمني التريث على قطف أفنان لغتها أروع من نهب فوران إعجابي بكتاباتها.
- لالة فوز ، متى اللقاء ؟
هكذا وجدتني أتوق و حيرتي تسبقني ، فهل أريد حوارا بطعمه الإنساني / الإبداعي ؟ أم هما معا ؟
في كلتا الحالتين ، أجزم حقا ، أن مدادي سيبقى جاحدا إزاء قامتك المنتشرة بعناقيد التوهج.
دمت في تألق مشع و شاسع ، يليق بعشقك اللامحدود للشعر المكتوب بمداد الخيلاء .
توقف القطار في محطة الحوار و التكريم ، لتنزل الضيفة العزيزة و الغالية المحتفى بها ، لتجدنا ننحني لها ، إجلالا و احتراما لمسارها الإبداعي الطويل و الغزير ، و بباقة ورد عربونا على الوفاء و الإخلاص لها.
أولا ، أرحب بك ، بين ظهراني مجلة دوائرضوء ، و بين أحضان بلدك الحبيب المغرب .
ضمن فقرة : حوار مع أديب .
بتحية الإسلام ، أسلم سلاما مفعوما بشغف الكتابة وأجراس القلم ،
أقول السلام على من اتبع الهدى ، وعليكم استاذنا الشاعر والإعلامي حسن مستعد .
جد فرحة بهذا اللقاء في زمن الحجر الصحي.
من خلال نافذتكم المشرقة ، مجلة دوائر ضوء .
- س 1 : من هي Lalla Fouz Chiki ؟
- ج : الإسم فوزية أحمد الفيلالي
هي من مواليد مدينة فاس العتيقة ،
متزوجة أم لثلاثة أبناء .
أستاذة لغة فرنسية .
- الدراسة الثانوية علوم تجريبية
- دراسة جامعية كلية الحقوق بفاس
الصفة : شاعرة كاتبة قصص وزجالة.
- حاصلة على دكتورة فخرية من مصر .
- الرتبة الأولى في مسابقة مائة ألف شاعر في سيرا كوزا إيطاليا: قصيدتين بالفرنسية مترجمة إلى الإيطالية .
- حاصلة على لقب أمير المبدعين العرب في صنف القصة المغرب .
- حاصلة على العديد من الدروع في مهرجانات خارج المغرب وداخله و جوائز
وشهادات التكريم .
- س 2 : كيف كانت البدايات ؟
- ج : ليس بذاكرتي تحديدا بالضبط متى وكيف؟
ما أتذكره هو أنني كنت عاشقة للتراث وللأدب والفن منذ الصغر ، هاوية للكتب والمطالعة ،
أكتب بعض الخواطر وبعض الرسائل بلغة الشعر ، لكن لم أكن أظن أن ما أخطه شعرا أو ما شابه.
خصوصا وأن مساري الدراسي كان مختلفا تماما.
وجدت نفسي ذات يوم أكتب قصيدة رثاء موزونة لفقدي أخ لي ، ثم تلتها خواطر من حين لآخر سنة 1987 .
تلتها قصيدة أخرى مرثية طويلة سنة 2010 .
تناوبت النكبات وتفجر بركان أحاسيسي ربما كان خامدا لقدر محتوم. أو ربما لكل قلم أجل.
حينها عرفت أن القصيدة تخرج من رحم المعاناة والألم والفقد المباغت.
تدفق كل مخزون السنين عندي ، فأصبحت أكتب في جميع الأصناف بشغف وتفان كبيرين ، بعفوية تامة وبفطرة ماطرة ، حتى أطلق عليّ أحد النقاد ( دكتور من كينيا ) ..شاعرة بالسليقة... وأحد النقاد المغاربة شاعرة الطبوع ...غريدة فاس وغيرها.
لم أقف عند هذا الحد لأن طموحاتي كبيرة جدا. إعتكفت القراءات المتعددة لتطوير ذاتي وذواتي ، ثم وجدت نفسي في قصيدة النثر التي أعشقها جدا ،
أجدني فيها حرة طليقة للتعبير عما أريده من قضايا اجتماعية‘ إنسانية‘ اقتصادية‘ نفسية وغيرها. في رأيي الشخصي يلغى الشعر إن لم يخدم قضايا حية لمجتمعات متعددة.
- س 3 : ما هي إصداراتك ؟
لديّ من الإصدارات سبعة دواوين شعر .
1 - بداية حلم طبع بالمغرب
2 - ريشة من شفاه أنثى دار اللوتس مصر
3 - سمراء وشاي دار المعتز الاردن
4 - هل للفراشات دموع؟ دار الماهر الجزائر
5 - أرواق تنام مبللة (حديث ليل ومداد) سردية تعبيرية دار غيداء الأردن
- كنت أول مغربية أصدرت هذا النوع من الكتابة السردية التعبيرية عن النمط العراقي
- ديوان مشترك زجلي طرز لكلام
مجموعة قصصية دموع البحر دار اللوتس مصر
- صبايا النهر
ديوانين قيد الطبع
- سرابيل الصمت
- نبض اليقين
- مشروع رواية الجلاد
- س 4 : حول طريقتك في كتابة القصيدة ، هل تكتمل و تنضج في خيالك ، أم تبدئين النظم و الكتابة مباشرة ؟
- ج : كثيرا ما يأتيني الإلهام على حين غرة دون أن يختار المكان ولا الزمان ، فيرهق راحتي ويدخلني في متاهات التفكير ، توشوش لي قصيدة ما ، تسجنني في قفص التفكير ، أصمت عن الكلام ،
أحسني لا أتنفس ، حتى أنجبها مولودة كاملة أحبها بشدة وألفها في ثوب أبيض لأهديها لقرائي ومتتبعيني .
أتصورها مسرحية بشخوص يتحركون أمامي كأنني مخرجة او سيناريست .
يتجسد لي الموضوع بصور تراءى لي من خلال قراءة جملة في كتاب أو حديث مع أحدهم أو مشهد على التلفاز أو السماع لقصيدة شاعر كبير وغير ذلك.
- س 5 : ما الجدوى من الشعر وغيره ، في زمن ضمور القيم واستفحال الرداءة ؟
- ج : الزمن يتغير حسب الطوارئ والتقدم الفكري والمعلوماتي ، ووسائل العيش والمواقع الجغرافية ، والتاريخ يتطور معه الإنسان بأذواقه وأهدافه في الحياة.
أصبحنا نعيش زمن غير الزمن ، زمن المعلومات المباحة عدد لا يحصى ، يوفره موقع البحث غوغل .
فهو سهّل التواصل وانتشار المعلومات بسرعة البرق. تكاثر الكتاب والشعراء والنقاد والمحللون هذا فيما يخص الأدب طبعا.
لكن القصيدة ولله الحمد مازالت تحتفظ بمكانتها وبعشاقها على المنابر الثقافية ، وستبقى خالدة للأبد ولو أننا انتقلنا إلى ظهور مكثف لعشاق الرواية نقول هذا موسم الرواية بامتياز . تبقى القصيدة عروس الأدب .
نجد كل يوم سلال من القصائد المنتشرة على صفحات الفيس بكل الأشكال والألوان ، منها كما قلتم الرث والمبتذل والجيد والجميل جدا ، لكن على المتلقي أو القارئ أن يتذوق معاني القصيدة وتركيبها من حيث البلاغة والتشبيه والجمالية ، في صياغتها ولكل صنف مقوماته التي تختلف عن الآخر .
عليه أن يختار الأجود ليعلق ويقيّم بجدية كبيرة ، وانتقاء سليما لا يوزع الليكات والتعليقات الفارغة هنا وهناك.
الشعر إحساس عاطفة واقع وجدان كل ما تحمله الكلمة من معنى لأحاسيس مخزونة نبوح بها في ساعة ما ومكان ما .
- س 6 : ما رأيك في المجلات الإلكترونية التي تعنى بالثقافة و الأدب ، هل هي ظاهرة صحية ؟ وكيف تميزين بين الغث والسمين فيما تنشره؟
- ج : أصبح الانتشار في زمان السوشل ميديا سهلا ومتاحا للكل ، ونشكر كل المجلات والجرائد التي تبذل قصارى جهدها ، في نشر كل ما تجود به أقلام الشعراء والكتاب والنقاد ، من أشعار وقصص ومقالات وحوارات وغير ذلك ، في سبيل تسهيل المرور للكاتب وغيره وتقريبه للقارئ.
هي بادرة طيبة جدا تتصف بطابع مجاني وروح المواطنة الإبداعية والتآزر الثقافي ، على صعيد كل القارات وفي جميع المجلات.
طبعا كما نقول "الحلال بين والحرام بين" تشترك هذه المقولة على الإبداع كيفما كان نوعه" الغث بين والسمين بين " الوردة الجميلة تسحر العين قبل الأنف.
- س 7 : كيف ترين مستقبل الشعر و الشعراء ؟
- ج : يتضح جليا بعض التراجع في المسار الشعري نظرا لقلة القراء ، أصبح معظمهم يتهافتون على الروايات فهناك مشاكل الطبع والنشر .
-- س7 : ما هي النصائح التي ستسدينها للشعراء الذين على الطريق ؟
- ج : ...الموهبة لا تكفي لوحدها ، من الضروري والمؤكد تكثيف المجهودات والمعرفة بمقومات القصيدة ، والتفريق بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة والشعر العمودي وغير ذلك. القراءات ثم القراءات بالجمع في كل أصناف الأدب والنهل من أمهات الكتب لشعراء وكتاب يشهد لهم بذلك. طلب المشورة والنصح.
لكن على الشاعر أن يكون هو وليس غيره .
- س 8 : هل هناك صعوبات في نشر ديوان شعري ،
مع مشاكل دور النشر ، و عزوف القراء عن متابعة القراءة على الورق ، بعدما التهمتهم شاشة الفضاء الأزرق؟
- ج : بالطبع هناك بعض المشاكل وان كانت قليلة نسبيا على سبيل الحصر ، المادية منها واستغلال المؤلف من حيث النسخ المهداة اليه مقابل تخليه عن حقوق الملكية ، ليفوز بإخراج مجهوده للوجود. المشكل الكبير هو أنه ليست هناك رقابة على الطبع والنشر من حيث التدقيق اللغوي والمعنوي. يفقد معها المنتوج مصداقيته.
كلمة اخيرة :
حيث لا أخير بين كل المبدعين أبدا أتمنى أن يعم الأمن والسلام في جميع ربوع العالم .
أن يتحرر الفكر الأدبي من عقد الأنا ، حيث لا فرق بين الأشخاص عرقيا ولا معتقدا ولا انتماء ، كل سواء أمام القلم الإبداعي الحر ، فلا جواز ولا جنسية ولا تأشيرة .
ثم نصيحتي لكل مبتدئ أن يسلك مسار الكتابة بقراءات طويلة الأمد ، وممتدة عبر الزمن ، فهي تهذب النفس وتجدد الخلايا الدماغية والنفسية والروحية .
وعلى الجهات المهتمة أن تأخذ بعين الإعتبار الفئة الشبابية وتمد لهم يد العون والإهتمام .
التوفيق لكم وللجميع ،
جد ممتنة لمجهوداتكم الجبارة ، ولهذا الحوار الشيق أتمنى للمجلة الاستمرارية والنجاج الدائم
طبتم وانعمتم تميزا .
- المحاور : بدورنا نشكر حضورك الممتع و الجميل، و نزولك من قطار إبداعك الطويل ، للقاء قراء المجلة و أحبائك و معجبيك ، من خلال هذه الإستراحة الحوارية الشيقة و المثمرة ، لا يسعنا إلا أن نتمنى لك سفرا سعيدا و مريحا ، عبر قطار الإبداع ، و حتى نلتقي في محطات قادمة مزيدا من التألق و الرقي ...
Commentaires
Enregistrer un commentaire