الحوار الكامل التي أجرته مجلة دوائر ضوء ، مع الشاعر العربي المصري الكبير ، محمد فتحي نشر و وثق بالمجلة .
http://daouirdaoua.blogspot.com
فقرة : حوار مع أديب :
أجرى الحوار : الكاتب المغربي حسن مستعد
هو وريث حضارتين ، هل هو يوسف الذي رأى أحد عشر كوكبا ساجدين له ؟ و هو رأى إثنتا عشر أخا و أختا دائرين به ؟ كلاهما عزيز مصر . هو سليل الملوك الفراعنة ، أجداده عاشوا بين البحر و الصحراء ، كلما اقتربت منه ، إتضح لك أكثر فأكثر ، في شخصيته نكهة مصرية عربية و إنسانية ، عبر الأسلوب و طريقة نسج الخطاب الشعري ، تلمس في أعماق نصوصه بعدا تراثيا و روحيا يتداخل مع الأديان .
هل هو نبي زمانه ؟ هل هو شعور بتربعه على عرش ريادة الشعر ، هل هي نرجسية و أنا المتنبي ؟ هو ذا الشاعر الكوني ، الشاعر الرمز ، هو " ذا الراعي " .
إقتربوا منه أكثر فأكثر ، ستحبونه أكبر و أكبر ..إنه الشاعر المصري
محمد فتحي
1 - س : من هو محمد فتحي؟
- ج : ولدت في العشرين من شهر نوڨمبر
لعام 1987 في حي مدينة نصر
بالقاهرة. كان "أبي" يعمل إنسانا.
وكانت "أمي" تعد خبز الحب لأبي.
تعود جذور"أبي وجدي" إلى
منطقة"طما فيوم" الواقعة بين
البحر والصحراء. كان"أبي"
يفيض بالبحر وكان"جدي" يفيض بالصحراء.
تقع "طما فيوم" بين إقليمين
تاريخيين هما: إقليم"الفيوم"
وإقليم"بني سويف".
تتبع منطقة"طما فيوم"
مركز"إهناسيا"
كانت"إهناسيا" عاصمة مصر
في عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة
لفترة تقارب قرنين من الزمان
(2242 _ 2452) ق.م.
وعرفت باسم"أهنيس" ومنها
اشتقت التسمية الحالية
"إهناسيا".
إلى"إهناسيا" ينتمي الفرعون
"شيشنق" مؤسس الأسرة
الثانية والعشرين الفرعونية.
كانت "إهناسيا" في العهد الفرعوني
عاصمة المقاطعة 20 في صعيد مصر. وكان يسكن بها ملوك الفراعنة
إبان حكم أسرة مصرية تاسعة وأسرة مصرية عاشرة. كانت"إهناسيا" مقرا رسميا
لبناء المعابد في الدولة المصرية القديمة. عثر بها على تمثالان من الكوارتز هما
للملك "رمسيس الثاني"
أعظم الملوك المصريين القدماء.
إلى "إهناسيا"
تعود قصة"الفلاح الفصيح"
وهي قصة مصرية قديمة
عن فلاح يدعى: "خن _ أنوب"
عاش في الأسرة التاسعة أو العاشرة
حول" إهناسيا". إنها درة الأدب المصري القديم.
أقول لكم: أنا وريث حضارتين هما:
"الحضارة الفرعونية"
و
"الحضارة الإسلامية"
هكذا ولد"أبي" في"إهناسيا"
عاصمة مصر منذ سبعة آلاف عام.
هكذا ولدت"أنا" في "القاهرة"
عاصمة مصر منذ ألف عام.
نحن: "أب" و "أم" و "امرأة أب"
و "اثنا عشر أخا وأختا".
في"طما فيوم" يقيم"أخي أحمد"
وتقيم"أمي" ويقيم"بنات أمي":
"منى" "هالة" "فاطمة" "ياسمين"
"أميرة" "نورا" وهن ست نجمات
سماوية. وفي الأخير تقيم
"مكة أحمد فتحي"
شمس أبيها المشرقة على العالم.
وفي"مدينة نصر"
يقيم"أبي" وتقيم"امرأة أبي"
ويقيم"أبناء أبي" :
"رنا" "يوسف" "عمر" "فارس"
وهم قاهريون مثلي.
أما عن "الطماويين" فهم:
مقاولون وبناؤون وعمال
يشبهون صخور الأهرام
على أكتافهم تقوم الجبال.
وهم _ أيضا _ :
معلمون وشعراء وفنانون
إنهم يخلدون حكمة الزمن
ويرسمون وجه التاريخ.
هو ذا عمل الأبناء والآباء والأجداد.
2 - س : كيف كانت البدايات؟
"في البدء كانت الكلمة"
هو ذا كلمتي الأولى: "الشعر"
هو ذا كلمتي الثانية: "القافية"
في البداية كان لي موعدان تاريخيان.
الموعد الأول: كان في "العراق"
حيث كان" النفري" صاحب كِتابَيْ
(المواقف والمخاطبات)
قرأت - أول ما قرأت - :
"كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤية"
قال لي: هو ذا الطريق!
قلت له: هو ذا أنا!
قال لي: لك الألف والياء!
قلت له: لي اللفظ والمعنى!
الموعد الثاني: كان في "فرنسا"
حيث كان"بودلير" صاحب ديوان:
(أزهار الشر).
قطفت -أول ما قطفت- ست زهرات
هي:
1 زهرة الإنسان
2 زهرة الأرض
3 زهرة الحب
4 زهرة الجمال
5 زهرة الحياة
6 زهرة الموت
أقول لكم:
هو ذا أنا "الشاعر الكوني"
هو ذا أنا "الشاعر الرمز"
هو ذا أنا " الراعي "
3 - س : ما هي إصداراتك؟
في مكتبتي أعمال شعرية كاملة
_لم تنشر بعد _
4 - س : حول طريقتك في كتابة
القصيدة ، هل تكتمل وتنضج في خيالك ، أم تبدأ الكتابة والنظم مباشرة؟
- ج : " الله يوحي إلي بالبيت الأول"!
أقول: أنا هو شاعر البيت الثاني
والأخير . يأتي الشعر إلي ولا أذهب أنا إليه . أنا شاعر أدجن أصغري:
قلبي ولساني كيفما يريد الوحي لي
وكيفما أريد أنا للوحي.
أريد للوحي أن يكون هو هو
ويريد الوحي لي أن أكون أنا أنا
أنا والشعر نبيان في الغار
كلانا يتلقى الوحي
5 - س : ما الجدوى من الشعر في زمن ضمور القيم واستفحال الرداءة؟!
- ج : "ما جدوى الشعر"؟
سؤال قديم حديث!!!
يروق لي - الآن - أن أعود إلى التاريخ القديم حيث بلاد اليونان.
هناك عاش الشعراء والفلاسفة والحكماء . عندما أسس "أفلاطون"
"الجمهورية" استثنى " الشعراء"
من " المدينة الفاضلة" !!! لأنهم
- حسب أفلاطون - ليسوا حِرَفِيِّيْنَ
أو صُنَّاعًا !!!
أقول: يتناقض "أفلاطون"!!!
إنه يقدم المادة على الروح!!!
فهو يؤسس " الجمهورية"
على عرش الحلم!!!
ثم يستثني ملوك الحلم
أصحاب التاج وهم " الشعراء"!!!
القائلون - وهم الرافضون للشعر - :
إن كان الشعر يعطي الحكمة فإنها موجودة عند الحكماء!
وإن كان الشعر يعطي الفلسفة فإنها موجودة عند الفلاسفة!
وإن كان الشعر يعطي اللغة فإنها موجودة عند اللغويين!
أقول لهم: إن الشعر يستكشف الجمالي في الحكمة ويستكشف الجمالي في الفلسفة ويستكشف الجمالي في اللغة.
الشعر هو الإنسان الأول!
منذ بكاء"آدم" ولده " قابيل"!
الشعر هو "الإلياذة والأوديسا"
التي كتبها الشاعر"هوميروس"
الشعر هو "كتاب الموتى" الذي
يتجلى فيه إبداع المصري القديم
الشعر هو "رسالة الغفران"
الذي كتبها
الشاعر" أبو العلاء المعري"
إنه حوار الإنسان بين العالم الأول
والعالم الآخر!
أنا "موسى" _في المعبد_ أشرح توراة الله!
أنا "عيسى" _ في الدير _ أعلم
إنجيل الإنسان!
أنا "محمد" _ في المحراب _
أفسر قرآن العالم!
أقول لكم:
أنا هو
الأقانيم الثلاثة:
"الله"
"الإنسان"
"العالم"
6 - س : ما رأيك في المجلات الإلكترونية التى تعنى بالثقافة والأدب هل هي ظاهرة صحية؟ وكيف تميز بين الغث والسمين فيما تنشره؟
- ج : المجلات الإلكترونية: هي مجلات تعنى بنشر الأدب والثقافة والعلوم
عبر وسيط جديد هو شبكة المعلومات الإلكترونية . إنها الثورة المعلوماتية والتكنولوجية . ثورة الإنترنت.
في العقود الأخيرة الماضية
تحديدا في العقدين الأخيرين
تراجعت المجلات العربية الثقافية
أمام المجلات الإلكترونية!!!
توقفت بعض المجلات العربية
عن إصدار نسختها المطبوعة
وقامت بإصدار نسختها الإلكترونية!!!
حتى كتب البعض: إن المجلات العربية الثقافية تعاني في الرمق الأخير في حضور خجول أمام المجلات الإلكترونية!!!
نسأل _ نحن العرب _ :
المجلات الورقية
أم
المجلات الإلكترونية؟!
إننا مغرمون بالثنائات
ثنائية : نعم / لا ، أنا / هو
إنه زمن الأحادية!
لابد من حلم عربي قِرَائِيٍّ
يصحو فيه كل عربي
على "الكتاب"
7 - س : كيف ترى مستقبل الشعر والشعراء؟
- ج : يظل سؤال الشعر حاضرًا في الثقافة العربية. إنه النموذج
الإبداعي والحيوي الذي يشكل العقل الثقافي العربي.
إنه الماضي والحاضر والمستقبل!
إيماني بالشعر لا ينتهي! مما يجعلني
أؤكد حضوره في الزمن!
8 - س : ما هي النصائح التي تسديها للشعراء الذين على الطريق؟
- ج : لابد وأن يكون هناك مشروع خاص لكل شاعر وأن يكون رؤية تخلد هذا المشروع. ويكون هذا انطلاقا من الذات والإنسان.
أقول لهم:
أيها الشعراء!
أنتم بخير مادام الشعر بخير!
سيروا على طريق أجدادكم!
وابدأوا من حيث انتهى آباؤكم الأولون!
أشعلوا فانوس أحلامكم في ليل الظلاميين!
أوقدوا شموع الحب والسلام
اكتبوا للخير والعدل والجمال
دافعوا عن وردة الحب في قلب عاشقين يحلمان باللقاء
غنوا للحياة والعالم!
9 - س : هل هناك صعوبات في نشر ديوان شعري ، ومشاكل دور النشر ،
وعزوف القراء على الورق ، بعدما التهمتهم شاشة الفضاء الأزرق؟
- ج : يعاني الوطن العربي من صعوبات في النشر العلمي والأدبي والثقافي!
من هنا استطاع النشر الإلكتروني أن يقيم صرحا قويا أمام جبروت دور النشر الورقي!
للنشر الإلكتروني عدة مزايا أهمها:
1 انخفاض تكلفة النشر
2 سرعة الانتشار
3 عدم الاحتياج للموزعين
4 سهولة تعديل النصوص
5 العالمية
ولكن! هناك بعض الصعوبات التي تواجه النشر الإلكتروني أهمها:
1 عدم وجود اعتراف رسمي بالنشر الإلكتروني
2 صعوبة الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية .
10 - س : هل لدينا متابعات نقدية بنفس الكثافة الشعرية؟
- ج : لدينا متابعات نقدية عربية
ولكنها قليلة للغاية إذا ما قورنت
بالكثافة الشعرية للشعراء!
أقول _ وبكل أسف _ :
"المليشيات الثقافية"
تقف حجر عثرة أمام
تقدم الإبداع والمبدعين
وهو ما يؤثر _سَلْبًا_
على مسار حركة
النقد والشعر
في الوطن العربي .
- كلمة أخيرة:
أود أن أشكركم على إجراء هذا الحوار معنا.
تحياتي لك دائما
صديقي العزيز!
الشاعر النبيل
"حسن مستعد"
كل عام وأنتم بخير
أمنياتي لكم
بالحب والخير والسلام .
المحاور : مر الوقت سريعا ، و لم نرتو بعد من ينابيعك النيلية ، ما زال بنا عطش كبير للإرتواء ، عزاؤنا في سلسبيل شعرك الذي لا ينضب ، شكرا لك لسخائك الحاتمي على قبولك هذا الحوار ، التكريم ، لمسارك الإبداعي .
و حتى نلتقي أحبائي في لقاء آخر ، يهذيكم شاعرنا المحبوب و الجميل ، آخر ما جادت به قريحته الشعرية ، عربون وفاء و حب لمجلة دوائر ضوء .
"أبناء نوح"
.
أعلى
من الزمن العدو
مقامي
هو ذا أنا الإنسان
في أيامي
.
في البدء
لم تكن الحياة
مضيئة
ليكن
ضياء كامل
بظلامي
.
كي تستريح الأرض:
يوم
سابع
كي تقعد
الأيام
بعد قيام
.
بالخالق
الأزلي
يخلق آدم
من ضلعه
حواء
غصن سلام
.
شرقا
بعدن
سوف تبنى جنة
هو ذا
لإنسانين
كل طعامي
.
لا تأكلا
من شجرة
أعلاكما
أو تهبطا
من جنتي
ومقامي
.
هبطا
إلى أرض الحياة
فأنجبا
ولدين
لم يتكلما
بكلام
.
الرب قال:
تموت يا قابيل
إن تقتل
أخاك الحي
تلق
أثامي
.
قابيل
أول قاتل
يجري به
نهر الدماء
لآخر
الأيام
.
يا نوح
تملك أرضهم
وسماءهم
كالشمس
يملك
ضوؤها المترامي
.
فلكا لتصنع
للحياة
بأعيني
للوقت تبدأ
كي أراك
أمامي
.
ذكرا وأنثى
سوف تحملهم
معا
زوجين
من كل
بكل تمام
.
يأتي
هو الطوفان
يأتي مكرما
كي يكرموا
أعمارهم
ككرام
.
دخلوا
إلى الفلك العظيم
فأمطرت
عين الغمام
إلى عيون
غمامي
.
صعدوا
بأعلى الماء
قالت صخرة:
أوتصعدون
إلى السماء
عظامي؟!
.
الأرض
في طوفان نوح
كأنها
لا ينتمي
ينبوعها
المتنامي
.
هبطوا
إلى أرض الحياة
أراهم
زوجا فزوجا
ها هم
قدامي
.
خرجوا
من الفلك العظيم
كأنهم
خرجوا
كما خرجوا
من الأرحام
.
عادوا
إلى الصحراء
قلت: كأنهم
عادوا
إلى الصحراء
كالآكام
.
"أبناء نوح"
يا "ابن نوح"
إنهم
من نسل "سام"
لنسل
آخر "حام"
.
في الدهر
يا "أبرام"
إنك أمة
يأتي
"بنو الإنسان"
من "أبرام"
.
يأتي "بنوك"
"بنو "حياتك"
راعهم!
ترعى
الخراف
أبوة الغنام
.
في "مصر" قمح
قال "يعقوب"
اذهبوا!
خبزا يكون
بسائر
الأعوام
.
مأساة "يوسف"
يا "أبي"
أحلامه
مأساة
حلم "ابن الحياة"
كلامي
.
"لسدوم"
عرش "سدوم"
يسقط
ساقطا
اطغى
من الطاغوت
في "عيلام"
.
لا "بابلا"
في الأرض
تحكم "بابلا"
إلا
بعرش "الله"
في "آرام"
.
يختال
"عجل السامري"
يقول لي:
"للسامري"
حظيرة
الأنعام
.
يسقي "الكليم"
من السقاء
"كليمه"
من "نيل مصر"
إلى
الفرات الظامي
.
في "بيت لحم"
سوف يولد
"سيد"
هو قائل:
فلتحملوا
آلامي
.
يأتي
"ابن عبدالله"
يأتي مسلما
يمشي
إلى الدنيا
بكل سلام
.
أحكي
عن الأجيال
ألف حكاية
من "ألف عام"
كان
أول عام
.
هم "فتية"
قد آمنوا
بفدائهم
مثل الدماء
على
"الصليب الدامي"
.
رأوا "المذابح"
وهي تذبح
وردهم
قالوا:
لنا
سكينة الأكمام
.
رأوا "المحارق"
وهي تحرق
شعرهم
قالوا:
لنا
مرثية الإلهام
.
رأوا "البيارق"
وهي تبرق
فوقهم
قالوا:
لنا النيران
في الأعلام
.
قصفوا
سرير الطفل
في أحلامه
قالوا:
له حلم
بكل منام
.
هدموا
بفأس الحرب
منزل طائر
قالوا:
يقيم -هناك-
في الأنسام
.
فجرا
تحوم طائرات
هاهنا
قالوا:
يحوم
طائر الأوهام
.
ولدوا يتامى
في بواخر
عمرهم
رحلوا
إلى الدنيا
بغير مقام
.
آواهم
زمن الغنائم
مثلما
آوى
"ابن آوى"
راعي الأغنام
.
ناموا
على كتف المنايا
مثلما
نام الشجاع
بقلعة
الإقدام
.
لا يقتدي
المقدام
"بالآساده"
بل تقتدي
الآساد
بالمقدام
.
في البدء
لم يكن العرين
فريسة
إن العرين
فريسة
الضرغام
.
أعلى
من الأبطال
في أبطالهم
إن الغلام بهم
بألف
غلام
.
يحمي الرضيع بهم
أكف
سيوفه
قبل الفطام
بألف ألف
فطام
.
أجناد
هذي الأرض
-لا عفو لهم-
قد ألزموا
"الإعفاء"
"بالإلزام"
.
عبروا
بهذا البحر
في دوامه
لم يعبأوا
بالبحر
في الدوام
.
لم يتركوا
أوطانهم
لعدوهم
كي لا ترفرف
راية
استسلام
.
ضاقت
هي الدنيا
على آمالهم
-أبدا-
وما ضاقت
على الآلام
.
وهبوا الحياة
إلى الحياة
كأنهم
قوم كرام
في مقام
كرام
.
لم يخلفوا
وعد الحياة
وإنما
وعدوا حياتهم
بألفي
عام
.
لم يحملوا
فخرا
إلى أقوامهم
إلا
ليفتخروا
على الأقوام
.
آتون
ملء الكأس
يشرب كأسهم
خمر
"ابن مريم"
في يد الكرام
.
آتون
ملء الروح
يعشق روحهم
طفل الهيام
يهيم
طفل هيامي
.
آتون
ملء الأرض
يحمل أرضهم
هام السماء
على سماء
الهام
.
قل: إنهم
بدأوا البداية
-وحدهم-
عبروا
على الألغام
بالألغام
.
قل: إنهم
"شعب الخيام"
يليق بي
أن يحكم
الأيام
شعب خيامي
.
قل: إنهم
شجر الحياة
كأنهم
أعلى الخليقة
زهرة
الأيام
.
أبناء
عم الموت
إلا أنهم
أبناء عمي
قال لي
أعمامي
.
:أنا
أحمل الدنيا
على أكتافهم
في البدء
قالت
صخرة الأهرام
.
ماذا "بماذا"؟!
لا تجيب
إجابة!
إن الجواب
علامة
استفهام!
.
هل "حائط المبكى"
سيبكي
حائطا
يحتاط فيه
"الطفل"
تحت ركام؟!
.
أطواق
أبواب المعابد
تنحني
دمها
على دموية
"الحاخام"
.
تحمي
هي الأجراس
"أسقف" ديرها
لا "أسقفا"
في الدير
سوف يحامي
.
تبكي المآذن
وهي تبكي
يا "أبي"!
حتى تؤذن
"كعبة"
الإسلام
.
أشجار
"زرقاء اليمامة"
لم تنم
لينام
غصن ما
بحضن يمام
.
ذهبت
فلم تجد "الحمامة"
غصنها
إن "الحمامة"
غصن
كل حمام
.
إن يسقطوا
"شاما"
بحجر أمومة
أحمل
لحجر "بني أمية"
"شامي"
.
إن يكسروا
-يا صاحبي-!
جيتارهم!
تترنم
الأنغام
بالأنغام!
.
إن يكسروا
-يا صاحبي-!
عكازهم!
تمشي
هي الأقدام
بالأقدام
.
الحرب
عمياء الحياة
تضلنا
لكأنها
فرس
بغير لجام
.
سقط الطغاة
فقلت:
يسقط آثما
سيف الخطيئة
في يد
الآثام
.
سقط الرداء
فقلت:
يسقط عاريا
إن لم يتوج
عورة
الإحرام
.
سقط القناع
فقلت:
يسقط وجهه
لنرى:
من الأعمى؟!
من المتعامي؟!
.
قام "الشهيد"
من المنام
ليشهدوا
أن "القيامة"
في عيون
نيام
.
لم يذبحوا
شرف اليتيم
وإنما
شرف اليتيمة
دمعة
الأيتام
.
لم ينتصر
صوت الرصاص
وإنما
لم ينهزم
في الأرض
صوت حمام
.
تاريخ
تاريخ المنايا
حافل
باسم الحياة
وللحياة
(أسامي)
.
أقزام
أسباع الخليقة
سبعة
لم ينتهوا
"بالسبعة
الأقزام"
.
لا تنتهي
مأساة شعب
يا "أبي"!
حتى يحاكم
آخر
الحكام
.
حاشاك!
إن الجاهلية
-وحدها-
تستقسم
الأزلام
بالأزلام
.
لا عابدا
في الأرض
يصبح سيدا
إذ عابد
الأصنام
كالأصنام
.
لا قاتلا
في الأرض
يصبح ساميا
فالقاتل
"السامي"
ليس "بسامي"
.
إن "الرواقيين"
ملء
كتابهم
لم يكتبوا
"الإملاء"
بالأقلام
.
قالوا
- كما قال "المسيح" لأمه - :
أنا
ساهر
-فبحق "مريم"-
نامي
.
نطقوا
- كما نطق "الكليم" كلامه - :
كي ينطق
"الجامي"
باسم
"الجامي"
.
يدعون
في البلدان
باسم بلادهم
كي يعرفوا
"بسطام"
"بالبسطامي"
.
"جبل الخليقة"
يحملون
ليعرفوا
لم يعرفوا
"جملا"
بغير سنام
.
يرعى
هو"الشرير"
في قطعانكم
فلتربطوا
أعناقه
بخطام
.
كرما فكرما
سوف نكرم
حقلنا
لا يغرسون
الكرم
غير كرام
.
فلتصنعوا
خبزا وخمرا
-دائما-
ولتؤدموا
الدنيا
بكل إدام
.
هو ذا الطريق
تضيئه
أقدامكم
لتشمسوا
طرقا
إلى أقدامي
.
لا تمدحوا
أعمى
على أبصاركم
ويل لعين
لا تضيء
ظلامي
.
أوتحرقون
"بني الحياة"
لتحرقوا
مثل
"الرماديين"
في أيامي؟
.
أوبالحقيقة
تجعلون
نفوسكم
كهياكل
وجماجم
وعظام؟
.
لتعمدوا
أرواحكم!
لا تخطئوا!
للروح
"معمودية"
الأجسام
.
لتعطروا
أصواتكم!
لترنموا
"للرب"
في "موسى"
وفي "مريام":
.
"فرعون مصر
وجيشه
ألقاهما
في البحر
يغرق
أظلم الظلام"
.
هي هذه
هذي "الوصايا العشر"
لي
هي هذه
هي
أعظم الأحكام
.
كفوا
حروب الأرض
عن أجدادكم
وامضوا
إلى آبائكم
بسلام
.
وجهي ترون
ترون
وجها مشرقا
طوبى!
لوجه مشرق
بسام
.
طوبى!
"لسيف"
لم يقاتل
سيفه
رمحا لرمح
أسهما لسهام
.
طوبى!
"لمنفيين"
في وطنيهما
يتقاسمان
الخبز
بالأقسام
.
طوبى!
"لمعشوقين"
في قمريهما
يتسامران
معا
بليل غرام
.
طوبى!
"لعصفورين"
في شجريهما
يتشاجران
-معا-
بغير خصام
.
طوبى!
لأخت الورد!
طوبى للندى!
يتلاثمان
ضحىً
بغير لثام
.
آخوا الحياة
إلى سرير
إخائكم
قولوا لها:
يا أختنا!
لتنامي
.
فلتثمروا!
ولتكثروا!
هو ذا أنا
أبناء
"أبناء الحياة"
أمامي
.
قال "ابن آدم"
"لابن آدم":
إننا
أبناء
عم الطين
من "آدام"
.
في البدء
إن الأرض
شعب واحد
إنا -جميعا-
إخوة
الأيام
.
للشمس أعطي الشمس
باسمي
باسمه
أسمى الأسامي
يا أخي
المتسامي
.
جئنا
لنبدأ يا "ابن عمري"
عمرنا
كان الختام
لكي يكون
ختامي
.
إن مت
يا "ابن أخي الخليقة"
-قبلهم-
أبلغ
"لأبناء الحياة"
سلامي
...
Commentaires
Enregistrer un commentaire