حوار مع الشاعر المصري ، حسام عربي ، نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء .
صفحات ثقافية ، تعنى بشؤون الأدب ، قصة ، خاطرة ، شعر ، رواية . قراءات و حوارات مع أكبر الأديبات و الأدباء ، بالوطن العربي .
في الحلقة الأولى ،
لنا حوار مع شاعر .
شاعر ليس ككل الشعراء ...
يمكنك أن تختصر المكان بنقرة ، سيخرج وجهك للجهة المقابلة من الزمن . و هكذا كان، قاب نقرتين من موعد ، و أطل وجه صبوح بشوش ، يضوع المكان عطرا و شعرا .
إنه الشاعر المصري :
☆ حسام عربي ☆
الشاعر الذي يكتب القصيدة في الحلم ، و تكتبه القصيدة في اليقظة ، الكتابة بالنسبة له حياة ، وبدونها يموت...
مرحبا بك، سيد حسام عرب ، شاعر مصر الكبير ، في بيتك الثاني ، بعد بيتك الشعري الأول ، في ضيافة مجلة " دوائر ضوئية " فقرة حوار مع أديب .
- أهلا وسهلا ، سعيد جدا بوجودي بين ظهراني " دوائر ضوئية " ، تفضل .
- س / من هو حسام عربي ؟
- ج / أنا حسام عربي من مصر وبالتحديد من صعيد مصر ، أعمل مهندسا ، ولكني انشغلت بالعمل العام منذ بدايات تعليمي الجامعي وانضممت إلى حزب اليسار المصري ، كما عملت صحفي في إصدارت صحفية عدة منها : جريدة الدستور وجريدة صوت الأمة وجريدة الأهالي المصرية ، وعملت في البرقية التونسية كمدير للتحرير . واشتركت في ثورتي 25 يناير 30 يونيو بدور فاعل ، حيث كنت من مؤسسي حركة تمرد.
وأولا وأخيرا أنا شاعر فصحى..
- س/ سيد حسام زاوجت بين الهندسة و الشعر و النضال ، ترى كيف كانت البدايات ؟
- ج / البدايات كانت منذ الطفولة ، كتبت أول قصيدة لي وأنا عمري 12 سنة ، وكان لمدرسة اللغة العربية في مدرستي ، دور مهم حيث علمتني قواعد الكتابة الصحيحة وبعدها كان الإنطلاق .
- س/ هل لديك إصدارات ؟
- ج / لي ديوانان ، الأول : بإسم ثمن حواء ،
والثاني : بإسم ظلال الجسد، ، ولي كتاب في النقد الادبي ، وكان عنوانه : الكلمة في شعر نزار قباني، ولي ثلاث دواوين تحت الطبع وتأخر إصدارهم بسبب أزمة كورونا .
- س/ حول طريقتك في كتابة القصيدة ، هل تكتمل و تنضج في خيالك ، أم تبدأ بالنظم و الكتابة مباشرة ؟
- ج / الكتابه بالنسبة لي حلم ، قد يأتي بينما أنا نائم ، وأكتب القصيدة في الحلم ، وأستيقظ أخطها على الفور ، وتكون أجمل وأرقى وأنبل القصائد.
أو تاتي في الحلم وأستيقظ من النوم فأكتبها كأنها تملى علي وتكون قصائدا جيدة .
لو أحلم وأنا مستيقظ وأكتبها كأنها إعصار جارف يجتاحني فتكون قصائد أجنحة، وأغلبها للوطن.
وأما تأتي نتيجة موقف يهزني ، فأكتب قصائد قد تكون جيدة .
وأخيرا أقول الكتابة حلم ، ولو علم الناس متعة الإنتهاء من كتابة قصيدة جديدة لحاربونا عليها بالسيف .
ان النشوة التي تجتاحني بعد الكتابة غير عادية ، وقد أظل مستيقظا لثلاثة أيام من فرط النشوة .
- س/ ما الجدوى من الشعر و غيره ، في زمن ضمور القيم و استفحال الرداءة ؟
- ج/ يا الله الشعر هو أجمل شئ في هذا الكون ، الكتابة هي مساحيق التجميل التي نضعها علي وجه الأيام ، كي نراها أصغر سنا تارة وأجمل مما تبدو عليه ، تارة أخرى وأكثر رقة أحيانا وأقل وحشية ، في أغلب الأحايبن ، الشعر وفن الكتابة هو الأمل في غد أجمل في مستقبل أفضل ، وقد يكون هو الجرس ، هو حمحمة الفرس ، هو ناقوس يوقظ النيام ويداوي جراح الثكالى ، الشعر به من الممكن تغيير المجتمعات للأفضل ، للأرقى ، للأجمل ، للأعمق ، للأعلى ، الكتابة بالنسبة لي هي الحياة ، و بدونها أموت .
- س/ ما رأيك في المجلات الإلكترونية التي تعنى بالثقافة و الأدب ، هل هي ظاهرة صحية ، و كيف تميز بين الغث و السمين فيما تنشره ؟
- ج/ المجلات الإلكترونية هي الغد ، هي لغة العصر ، ولابد أن نعترف أنها هي الواقع الآن ، ونتعايش معها ونقف بجانب الجيد منها ونطرد الرديئ ، ومعرفة الغث والثمين منها سهل ولا يحتاح لمجهود .
- س/ كيف ترى مستقبل الشعر و الشعراء ؟
- ج/ سؤال في منتهى الصعوبة ، إذا استمر الحال كما هو عليه من تردي الأوضاع واضمحلال الواقع الثقافي ، وانسحاب الحقيقيين وتصدر المزيفين المشهد الثقافي ، فسوف يكون المستقبل غير مبشر ، والوضع خطير .أدبنا العربي منذ نجيب محفوظ ، لم يتصدر المشهد العالمي وهذا جد خطير ، لابد أن نترك الصراعات وننتبه إلى مثل هكذا ظاهرة . الأدب العربي في ذيل أدب العالم .
- س/ ما هي النصائح التي تسديها للشعراء الذين على الطريق ؟
- ج / النصيحة التي أقدمها لمن هم في بداية الطريق ، القراءة ثم القراءة ، ثم القراءة والاهتمام باللغة والتعلم من الجيل السابق ، واحترامهم وتقديرهم والأخذ منهم ، واحترام النقد والنقاد.
- س/ هل هناك صعوبات في نشر ديوان شعري ، و مشاكل دور النشر ، و ظاهرة عزوف القراء عن متابعة الكتاب الورقي ، بعدما التهمتهم شاشة الفضاء الأزرق؟
- ج/ نشر ديوان ، لم تصبح مهمة صعبة بعد كثرة دور النشر ، اللهم غير المقدرة المالية. ومهما اتسع الفضاء الأزرق والأبيض. الديوان الورقي له قيمته ولكن هنا لي وقفة أود أن اقولها في كلمه أخيرة.
- قبل الختام ، سيد حسام ، هناك سؤال أخير ، لو سمحت !
- تفضل .
- س/ النقاد ، هم البوصلة و المنارة ، لإرشاد التائهين من كتاب و شعراء ، يا ترى هل لدينا متابعات نقدية بنفس الكثافة الشعرية ؟
- ج/ لا طبعا ،
وهذه أكبر مشكلة يواجها الإبداع العربي ،
ألا وهي النقد قلة النقاد كارثة ، حيث أن الأدب طائر له جناحان ، جناح الإبداع ، والجناح الثاني هو النقد . الحركة الثقافيه حركة عرجاء ، لذالك لا تستطيع أن تصل العالمية في ظل ضعف الحركة النقدية . إن الناقد هو المصباح الذي ينير للمبدع طريقه ، وبدونه يتعثر وقد يقع وإن لم يقع لا يصل .
وأخيرا وليس بآخر ، أعطني ناقدا واعيا ، ومبدعا مستنيرا ، أعطيك أدبا ، يحلق في فضاء العالمية..
- وصلنا لختام الحلقة ، و الحوار معك شيق و جميل و مثمر .
- س/ هل من إضافة أو كلمة أخيرة ؟
- ج/ أولا ، أتقدم لك بالشكر الجزيل ، أستاذ حسن مستعد على استضافتي في مجلتك الثقافية " دوائر ضوء ، و التي أتمنى لها الإستمرارية و الدوام ، وأقدم لك أرق تحياتي وأطيب المنى
أما بعد ،
أود الحديث عن الطباعة ، إنها أهم شئ لأي مبدع ، لابد من طباعة إبداعه وتوثيقه في زمن كثر فيه لصوص الأدب والفكر، وثق أعمالك ولكن لا تنتظر منها ، عائد مادي . العائد معنوي فقط ، وأنصح الجميع أن يوثق أعماله والطباعة . وأخيرا ، أتمنى للجميع التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
- سيد حسام عربي ،
ممتن لك أيها الشاعر الكبير ، بتفضلك ضيفا على مجلة دوائر ضوء ، و تواصلك الراقي في هذا الحوار الثقافي الشيق ، شكري لك العميق مرة أخرى، أستودعك الله و إلى فرصة قادمة إن شاء الله .
و حتى ألتقي بكم أحبائي في حلقة مقبلة ، أترككم مع أجمل الروائع الشعرية ، للشاعر حسام عربي.....
أنا الذئب الذي... ما قتل يوسف
ولا قتلت يوسف الذئاب....
تطردونني أنا.... وترصعون
بيوتكم بالكلاب...؟!!
ولست أنا الجبّ الذي أغرقه....
أنا جبٌّ لم يَدلفهُ الماره.....
منذ نعومة أظافر الماء....
ولم يُلقي فيه السيارة دلواً
مذ ألف إشراقه.....
ولم أكن أبدًا الثلعب..،
الذي يسرق دجاج القريه....
فلماذا إلى الآن لم أصل....؟
ولماذا تعلقون صورتي..
فوق أسنة العار...؟؟
أقف هنا فاغراً حرفي
تلجمني الدهشة.....
عندما يتهموني بأني
الذي زرعت الجَدب....
في جسد الحقول....
واعتقلت الشمس
وأطفأت القمر....
وإن فعلت كيف أخبئ فعلتي...
فأسير في الظلمة وحدي...
وتعصب العتمة عينى....
ف أسقطُ وأنكبّ على وجعي.. .
وما بين السقطة والسقطه....
ينكبُّ وجعي فيّْ
ملعونٌ أتشظى بين الأضداد.....
تلفظني كل بطون الرحمة....
يتقيأني الوصول..
إلى هجير الما بين بين
وأقف أنا ما بين عجزي وضعفي....
إنى مهزوم جداً
منسحق بين أصابع الوقت
أرفلُ في طين الوحده.....
وأجلس في قاع الإغتراب.....
لا أعرف كيف تُورد الإبل....
أصِلُ دائما بعد احتضار الماء......
وقد أصِلُ مع آخر قطرة في الكاس....
أنا أريدها أن تفضَّ التصاق
لسانى والحلق.....
وهي تريد الإتحاد بالزجاج
انها مجادلة العطش. للسراب....
كم هي مراوغة... تلك الرشفه....
إنها احتمال الريّ فى خاطرِ الظمأ......
إنها التوجس في عيون الحرمان.....
لا بل أنت.... بل أنا
لا بل أنا العنّين والتفحل.....
الإنطفاء والتغول.....
القديسُ والدنسُ الخفيّ......
فلا تجلسوا معي....
فقد تتسخ ثيابكم....
وأنا أصبُّ الطعنة في فم الخناجر....
وأضع الذبح بين أصابع السكين....
لم يعد هناك ثمةَ حُلمٍ ألوذ به.....
ولا سقفاً يغطي عُريَّ رائحتي....
التي تعوي على قارعة الفضيحه...
تنطفئ النار في جوف المدفأه...
تصرخُ كل الأمنيات المرجأه....
أنت المنطقة الوسطى..
مابين السقوط والإرتقاء.....
أنت العار الأحمر...
والنهايات المُرجفه....
لا تنطق ببنت شفه....
حتي عندما ألقيتَ بنفسكَ
في نيران الثورة...
احترق كل الأطهار....
وخرجتَ أنت ولم يحترق
منك غير حلم...
كنت قد خبأته....
في جيب قميصِك ذو الياقةِ المتسخه....
أنت الجالسُ أبداً في منطقة الما بين بين....
تزدرد التعاسة بصمت.
لا تلمني ...
فأنا دوماً المؤجل في كل شيء....
في الجمع والطرح والقسمه....
لم يقترفني حلمٌ ابداً
ولم تسترح تحت رأسي وساده....
ولم أُمسك قط
بطرفِ ثوبِ ضحكةٍ
سقطت من فم مهرّج....
ذات صدفة وأضحكتني....
أنا في قلب اللاوعي....
أنا في منتصف الوصول....
وعلى منتصف الإقتراب....
أنا المنتصف... والمنتصف أنا....
إني الأخرق النبيل...
القبيح الجميل...
لا تضعي يدك على الجرح....
ضعيها على المنتصف....
الجرح في المنتصف....
أنا المنتصف.... والمنتصف أنا
فمن انتم....؟؟؟
.........................
مفتتح
...............
بعثري عطرك
في أرجائي
وهزّي بكفّ العشق
أنحائي
يا فاطمه
أنت سرّ أسرار بقائي
أسلمت لك قلاعي
وأعلنت لك يا فاطمة ولائي.
متن
..........................
أديري
ساقية القلب موسيقي..
يرقص الماء
في فمها.....
تغني عصافير نبضي
على إيقاع صوتها .......
واتركي
فوضى شعرك تُرتّبني.....
تعيد جدولة القوافي.....
تهذب صوت القصائد.....
واجذبيني بقوّة
من مجامعي.....
لا تسقطي
بكفّ الهجر مدامعي .....
واغزلي الصمت
حبالا من حروف
بلا كلمات....
أنا المسجون والسجان
والمفاتيح،،،،،
قاب قوسين من عينيك
رب هدب
خيرمن الليل
الذي يقف
على قارعة النهار
يشحذ العتمة
من حاجبيك...
الغارقين في بحرٍ
من سواد....
بحجم المسافة
ما بين طعنة
في ضلوعي وخنجر ....
معلق
على جدران حرف
قادم من جيدك المرمر .....
ولسانك الأخطر
وصوتك الناعم....
وجفنك النائم....
ومن أول انبلاجة
للعشق الهائم
على ضفاف قلبك النهر ...
المُهر الأمهر.....
وشفتيك القادمتين
من دنيا السكر....
ونبضك المتقاذف
على حافة البوح
الذابل في حدائق
عمرك ...الذي انتصف ...
وانكشف.... في مهبّ الحرمان...
حلمك الساقط
من كف الوداع،،،،
على أرصفة الشوق.....
العائد باشجار الربيع ....
هزّى إليك
بجذع الروح.....
تساقط عليك
عيون بطعم البرائه.....
ولون الضحك....
إني ألوذ بكم ....
يا كلّها... ياجلّها....
يا أواراق الشجر
الجافة جداً ....
في طريق
بدون انتهاء ...
ها قد جاء المطر......
إني الجالس هناك ....
ألوك خيبات
علي ضِفاف الوجع..
إمنحيني
آخر قبلة للحياة ..
إخلعي عني
جدب المسافات.....
أُحرثي جسدي
بكفّ الإقتراب....
فينبت الغناء،،،،
في صوتي....
وأزرع القلم
في أوراقي
سنابل بلون الشمس...
واتركي كفيك
تهذب عشب مشاعري....
ولا تتركيني أجف....
إسقيني حتى،،،،،
تُنبتك أصابعي
أطفال بلون الورد الجوري....
وبلثغة
تناغي القلب،،،،
الذي قرّر أن ينغلق ..
خضّبي العمر
بحضورك الألق
أسكبي نفسك فيَّ
إنى أحترق....
إنى أحترق...
.......................
مفتتح
.......................
امرأة انت من اللازورد...
ورجل أنا من طين....
غاليةٌ أنتِ
وأنا جئت من ماءٍ مهين.
متن
..............................
لا تغلقوا الصمت....
لقد كرهت الكلام...
أغلقوا الصحو
أنا لابد أن أنام....
لا أريد أن أرى
أغصان الزيتون
في مناقير الحمام....
عاليةٌ أنت يا حبيبتي
وأنا حجر من سجيل....
سقطت نارًا من يديك
فقتلت الفيل.....
فما لبث الأحباش
إلا أن أغلقوا
نهر النيل.....
كيف لهم وقد ورثناه
جيلا بعد جيل.....
كيف لهم... أنّى لهم... تبًا لهم....
يا سيدي
بكم منا سوف تأتي
لنا منهم بشربة ماء....
شرب الظمأ صبرنا
وتخطفتنا يد الأنباء....
من لسان حقود آلي
إلى عهر كاذب
إلى لسان حكاء....
أوقف يا سيدى ضجيج التشظي....
أغلق حوانيت التشكي...
إنني الظمآن والكوب
في يدي يصرخ
مخافة الإمتلاء....
أي الفريقين أهدى
أبناء الصمت
أم أحفاد البكاء....
يا سيدي أنظر إلينا
أنظر إليه أن
حابي ما عاد يستطيع
أن يحابي ويخبئ
خلف ظهره وجهي المدان
حابي الآن....
في زنازين الإمتهان...
ينتظر وهم يشيدون له المقصله....
يجلس مهموما
تبلل لحيته البيضاء أدمعه...
يصرخ بنا أن هلمو إلي
ولا أحد يسمعه....
حابي قد عرف اليوم
من عليه ومن معه....
فكوا وثاقي فلقد كنت
يوماً فارس المعمعه....
وإلا حطموا أكوابك
وليعرف الظمآن غدا
من الذي أظمأه
ومن الذي أعطى عيون
سواقينا كي يدهسها
فيل أبرهه...
خذ يا سيدي منا ما تشاء
من أجل حابي تهون الدماء....
وبلل شفاه سواقينا بالماء....
بلل شفاه سواقينا بالماء...!!
.......................
حوار و تقديم و توضيب
حسن مستعد - كاتب و شاعر - المغرب
Commentaires
Enregistrer un commentaire