نص نثري ، للدكتورة السودانية عائشة شريف محمود ، نشر و وثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب
الدكتورة عائشة شريف محمود من السودان . تكرمت بنص نثري جميل ، فياض بالمشاعر ، جياش بالأسلوب الشاعري الأنيق ، كتابة صارخة و بوح يوجه بوصلتنا نحو منبع الإبداع و ملهم الكتاب. هي ذي السودان منشأ الراحل الكبير الأديب الطيب صالح ، ها هم أحفاده في رحلة الجهات الأربع ، ينيرون سماواتها إبداعا و ألقا . فنم قرير العين أيها الطيب ، أيها الصالح .
#حين رضوخ القدر.
رويدًا أفكر في السير إليه وأتمهل، تمنعني المخافة، أكاذيب في مصفى الأخبار الصادقة، تحاجي بها جدتي الصغار تخويفًا من السير طويلًا بمفردهم أو السير في الحلك المشتد.
أتجرأ على الحلول المجحفة أنوي المسير، أشعل أتون الأشواق، أراجع الاحتمالات العقيمة أجد لها في ثقب الحنين ممر، أسافر في صحاري العمر أشحذ همة الوصول، أثابر لأحظى بأهازيج اللقاء، أناظر أرض الزمان القاحلة، تبثني بوعود الغيم المعلقة، وأحلام لها على قيد ذي الوعود مخبأة، تسر لي الفجيعة والوجع بأخبار السارين، بخبث تدس بمسمعي فتكها ببعض من اتخذها مستقرا ، نوّلتني السر العتيق فتى اتخذته وليدا اسمته فتى الصحراء، تتعلل مفصحة؛ يمضي الأوقات هدرًا، مُخيّم الصمت ينتظر فتاة الغيوم، إنّه مبتغاي سرًا رددتها لم تعرني السمع بل غطت في نوم غرير.
يقلني هواي إلى بؤرة الوطن الأم، إليه حيث المجاز غيابًا والحقيقة حضور تعتلي البلاغيات وتزدري المسميات المنضوية بعلمي البديع والبيان.
أجده .. يجدني .. إننا هنا حيث المكان القاصي نمد أيادينا تقطر وئاما، يتبدد رهق المسافات، نتبادل التحايات، يلفنا المكان بلهفة الوصول، يهزج بتراحيب الوداد، نقترب نتمايل قليلا أفقد ...
يوفد إليّ الأشواق تراتيل عشقٍ، يتلوني الهيام أنشودة، يهمس بأنّ سنون الألم مهاجرة، وموعد الغرام متاخم لجسر الأمنيات، أهز رأسي ووجنتاي تغص حمرة مستلبة من أشعة تسللت موشحة بلون الدماء، نتستر بميثاق قيّدناه لفجر الغد فجر جديد.
ترانيم العنادل، تنزيهات السحر، تميد بأفآق الصبح المتلفّح ملامح اللقاء، المموج بمواعيد القِرآن.
أغسل رهق الأمس بالطهور، أصلي وأدعو دعاوٍ نرجسية، ألقمنيها فتى الصحراء بصحوة لقائنا المنصرم، حسنائي كرّري الدعاء صوّت به اثنتين في الثالثة نضحتُ به، أميّة الهوى والهوية حالمة بمدد الغفور قطف باسق الأحلام "مرافقته".
وطئت الأمل، أجتاز الحديقة أطالع، ينجلي قوس قزح تدلى من الأعالي، زهور وأفانين وسِن، متيّمة بفتنة المكان تبدّى في رحابة الأجواء المتموسقة، جمال الروض أم جماله؟! نقر قلبي كطبل والنقر في إزدياد كلما رفل، في حياءٍ أسدل عيني أشتلها بالأرض أرفعها أخرى حين غفلة، يخفي شيئًا أنّي ألمحه، صفو ماء الغدير عكره يشبه ابتسامته، كمنظر الماء المتطاير لأعلى يبدو في وسامته، رقيقٌ كمعزوفات الصغار الممزوجة بنغم البراءة والطفولة والحياة، يلّوح أما آن أن تعود صغيرتي من احلام اليقظة، أفرج مبسمي بإبتسامة عذبة، عرّض بالورق وواره مسرعًا، تتملكني الحيرة للمعرفة يلامس خصري ويهمس أقرئي يسري بداخلي ما لاأميزه، نضجّ سويًا الوثيقة، هو الحب حين رضوخ القدر.
#عائشة_شريف
Commentaires
Enregistrer un commentaire