حوار مع الشاعر المغربي أحمد بياض، منشور و موثق بالمجلة
https://www.facebook.com/daouairdaoua/
المدير العام و رئيس التحرير :
الكاتب المغربي حسن مستعد
فقرة : حوار مع أديب
حاوره : حسن مستعد
تمهيد :
مدينة تاريخية ، من أقدم مدن المغرب وأكثرها أهمية ، تعتبر متحفًا أثريًا طبيعيًا لما فيها من معالم وأوابد أثرية مهمة، إنها مدينة آسفي ، أغنى المدن الأثرية التي ازدهرت فيها الحضارات المختلفة التي مرّت على المغرب، بناها الأمازيغ وسكنها العرب واحتلها البرتغاليون وأحبها الفرنسيون ، إنها مدينة حيرت الدارسين والمحبين لها ، هي مربط القارات ومعبَر الرحلات ورمز للحضارة والمدنية والسلام ، إنها بتعبير أفلاطون المدينة الفاضلة.
آسفي واحدة من أجمل المدن المغربية ، التي وصفها الرحالة والمؤرخ المغربي"ابن بطوطة" بمدينة السمك والخزف وحاضرة المحيط ، وتبعد عن العاصمة الاقتصادية بنحو 236 كيلومترًا تقريبًا ، ولها طرق تذهب إليها إما عن طريق الساحل انطلاقًا من الجديدة مرورًا بالوليدية ثم إليها ، والطريق الآخر عن طريق خميس زمامرة وزاوية سيدي إسماعيل ، ثم ثلاثاء بوكدرة ثم آسفي.
هذه المدينة العروس المستلقية بخجل على ساعدي المحيط الأطلسي ، الذي يمد بخيراته قبائل عبدة و آسفي و التي يحرسها أكثر من ألف ولي و صالح ، هي مرتع صبا شاعرنا ، فيها شب و ترعرع ، أرضعته من ثديها العلم و الأخلاق و الخجل و التواضع والوقار ، و هي خصال و شيم الكبار .
يقود هذا الحوارُ اللغة إلى سفر شيّق يَهَبُ خصوبته للمتلقي بوصفه شهادة حسن النية في مصاحبة القصيدة لأسرارها الخبيئة بطيبوبةٍ نادرةٍ ، كما تحكمه الشساعة في طرح قضايا إبداعية وجمالية وتخيّلية متعلقة بالإبداع وزمن الكتابة ، والذكريات العتيقة مع طفولة أول قصيدة طريّة في بهو الذاكرة محكومة بدهشة الحنين والفرح الصغير الذي يتساقط من فردوس الغبطة مبتهجًا بمحبته الأنيقة.
في كل سؤال كنت أظن أني أربكه أو أسيّجه بأسئلة عصيّة ، فيخرج منتصرًا بأناقة لغته من شقوق سرية يعرف أبوابها وحده فقط ، وكأنه يُضاعف اختراق متخيّله بفاعلية متوهجة بحنين لا يضل طريقه نحو الينابيع ارتواءً للمجهول واللايقين ، وخصوبة ضد المحو والنسيان المكثف . لا هدنة مع الحوار عندما تكون الأسئلة فِخَاخًا والأجوبة مكائد .
غنى في المتخيل والرؤية والحدس والذاكرة التي تتسم بها إجابات الشاعر المغربي أحمد بياض في هذا الحوار العميق ، الشيق ، الثري ، الذي ينفتح على أسئلة القصيدة بممكناتها التخيّلية وخياراتها الإبداعية والجمالية لتأسيس شروط وجودها في الذات كما في الكون ، وهاجس انتسابها لحركية الإبداع أفقًا لتخصيب ملامح اللغة . إنه الذهاب إلى ضفاف القلب بيُتم المعنى، وتخوم الجسد بلغة تهيّجها الذاكرة الاسترجاعية من رحم زمن فَر سريعًا كبرق خاطفٍ.
هو حوار في اللغة وبها مع شاعر خبر أهوال المخاطرة في جُب القصيدة ، متشردًا بأناقة هنا وهناك في فلوات المعنى ، صَاحَبَ فتنة اللغة الشعرية منذ عقود منتشيًا بالكلمة العميقة ، منقبًا، جوالاً، منعزلاً، مندهشًا ، منفجرًا ، هادئًا ، وديعًا ، صاخبًا ، ضاجًّا بالحياة ، مشاكسًا ، مستسلمًا لنداء الشعر وأقاصيه الرحبة والرحيبة المتيمة بسؤال المحبة والإنصات والتواضع .
حوار يتجسس بعمق على المناطق الخفية للشاعر ، لا يُقدم أسئلة بقدر ما يثير أسئلة في الوجود والكتابة والشعر واللغة مبتهجًا بعينٍ لاقطةٍ في تجذير سؤال الإبداع بما هو دخول طري ، ندي ، طازج ، عذب ، نيئ ، في المجهول واللايقين واللامفكر فيه ، حيث البحث عن مواطن الجمال في خرائط المتخيل قضية أساسية يستعذبها أفق جمالية التلقي ويستلذها .
ملزم أنت باستثمار غني وذكي وعميق للأسئلة استعدادًا لِمَكْرِ الأجوبة ، وخِبرتها في ترويض الألغام المدسوسة في خيمة اللغة . المُحَاوِرُ يشحذ ذخيرته باستمرار للحرب القادمة ، والمُحَاوَرُ يسترد أنفاسه كاملة تحسبًا لهجوم مبكر على مواقعه الآمنة دائمًا ، بين الكرّ والفرّ تؤسس لغة الحوار خصوبتها غير عابئة بحروب تدور هنا ، أوهناك ، في غفلة من دهشة حلمها بتجديد علائقها بالوجود والذات والكون ، وكأنها المنذورة لاستقطاب حدس الاستشراف المشرق بابتهاج المعنى العاري ، النقي ، الدافئ كحضن امرأة لا تأتي في الموعد المحدد لاستكمال ألق أنوثتها .
هكذا ، يصبح الحوار سيرة حياة شاعر . إنصات ومكابدة حقيقية لنداء القصيدة في ديمومة ولادتها المتجددة ، وهي الراغبة بشهوة عنيفة في توريط العين ، قبل القلب ، في سفر يستحبّ بعناية دقيقة منفى اللغة اختيارًا واندهاشًا ، لا إصرارًا وإكراهًا .
ضيفنا هذا المساء ، شاعر مقتدر ومتمكن ومتزن في تنظيم نصوصه الشعرية . لا يهدف للشهرة غير المقننة لذلك مُقل بتواصله مع الإعلام .
هل نقول لنا حظ السبق ؟ نعم لنا حظ السبق و العناق و الحوار و التكريم .
- الحوار :
•••••••••••••••••••••••
- سعيد جدا بمحاورتك أستاذي أحمد بياض ، و ممتن لك بهذا الحضور البهي في فقرة حوار مع أديب ، بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب.
حوارنا قبل أن يكون دردشة، هو تكريم لك ، تكريم لعطاءك ، لمسيرتك الحافلة بالإبداع و إثراء روافد الثقافة ، شكرا لك، و مرحبا بك بين ظهرانينا..
على بركة الله نبدأ .
1- الأستاذ أحمد بياض الشاعر و الأديب ، هل أثر على أحمد بياض الإنسان ؟ هلا تعرفنا على الإثنين معا ؟
أسعد الله مساءك أخي العزيز
أولا
شكرآ جزيلا لكم على
الاستضافة
ج - الإنسان انسانا ، لكن الشاعر
يعيش يقظة الحروف من اختمار
هياكل الذكرى وجسد الشعور
وروح الوجود
ليس هناك اختلاف بين
الإنسان الشاعر والشاعر في
ذاته إن كان هناك انسجام
فعلي ،
بطبيعة الحال هناك تأثير
بعض الظروف والتي تواكب
الكتابة وكل كتابة من زفير
الواقع .
لدي حياة بسيطة وعادية
بين المكتبات ، المقاهي ،
إلقاء دروس في مجال
التربية والتكوين في مؤسسات
مهنية وتربوية....
أمسيات شعرية وأديبة
مع بعض الأصدقاء
وذلك
وشاطىء البحر عندما
أريد الانفراد وتكسير الروتين
الممل
أعيد بعض نبرات مسوداتي
وأنتظر حلما يكسر هذه
الرتابة
بطبيعة الحال
النظر إلى شخصية الإنسان
ليست مثل النظر إليه
كشاعر
ربما تصيبك الدهشة
أمام تواضعه وقيمة ما يكتب
نشيد قيمة الوجود فينا
لكن المعرفة تعطيك مرآة
أخرى.....
2- لكل شاعر طفولة مفعمة بالحب و الشوق ، فما هي أبعاد طفولة الشاعر ، و كيف أسرته القصيدة بغنجها و دلالها و تمنعها ؟
ج - طفولتي بسيطة
عشتها في مدينة آسفي
في منزلنا كان تلاحم وحنان
متكامل بين الآباء والاجداد و
الاخوة والاخوات
هذه الأسرة العتيقة انمحت
كان لها جانب نفسي مهم جدا
كنت أكتب بعض القصائد
واعتز بنفسي بهذا الانفراد
تحت ظل البوح والمناجاة .
مات أبي وأصبحت الدنيا
لها مرآة أخرى ،أصبح لي
وعي ناضج رغم طفولتي
وأصبحت اسعى إلى
تكسير الحزن في الفترة
الأولى عن طريق الانغماس
في التحصيل والمثابرة
ثم ألفت الوجود رغم ذلك
كتبت قصائد كثيرة
باللغة الفرنسية
نشرتها على جريدة
الرأي l' opinion
ذكريات كثيرة من وحي
الصبا
الحكايات القديمة
الخرافات
سيرة بعض الأبطال في
الإسلام
حفظت القرآن بفضل جدي
وبعض الحديث
هذا الاتجاه مدني
بطمأنينة
والشيء الذي
جعلني أبحث عن التأويل
والفهم
فقرأت:
الطبري
القرطبي
في الظلال
الكشاف للزمخشري
في علوم القرآن
على هامش السيرة
البداية والنهاية
ثم ابن عربي
الحلاج
وكتب أخرى
وكأنني أبحث عن شيء
لم يرى بعد .
3 - للكتابةِ طقوس ، هل تعيشها أم تأتيك القصيدة على طبق من فرح ، أو بآلية معينة؟
ج - من ناحية الكتابة لم أتاثر
بلحظة انتقالية فرضت نفسها
على ما أكتب باستثناء
الظروف وبعض الأحداث
في المهجر كانت العزلة
كتبت الشيء الكثير
وأنا أبحث عن انتشال الفكر
من الأعماق عند الأدباء
قرأت جميع الأعمال الكاملة
الأدب الفرنسي الكلاسيكي
والانجليزي
وكذلك الألماني
ولجميع أدباء نوبل تقريباً
اعجبني الأدب الروسي
كل هذا قاىءم كنسيج
في مخيلتي
وهذا مكنني من معرفة
مكانة الإبداع في خلق جديد
ومستمر
وعرفت أن اللغة العربية
خصبة جدا ولها طموح أزلي
غير أنني
لا استحمل
أن يكون للأدب
وصي
أو رىءيس
أو سيد ....
فإنك عندما تقرأ لكاتب
حتى الإدمان تتجاوزه في
غالب الأحيان هذا ليس
بكبرياء أو نرجبسية
لأنك عالجت فيمته الفكرية
وقرأت الكثير من بعده....
كطفل نشأ على مكتبة لجده
قرأ جميع كتبها وقرا كتبا
كثيرة بعد ذلك
بطبيعة الحال هناك كتابات
يتجدد تاويلها تاخد قالب
المطلق إن لم تقل أزلي
فكتاباتي
ربما تشبه هذا النوع
لها تشعب فكري بلغة تحمل
عدة نوافذ
لا يسعها أي قالب للحجز.
أكتب بعد صلاة الفجر
مباشرة وأكون داىءما
الزبون الأول للمقهى المعتادة.
وتأتي الكتابة تلقاىءيا وتدربجيا
على روضة السكون
وبداية النهار
لحظة انفراد مثالية ونمودجية
لا تفكر فيها إلا عن تجسيد
شعورك وطموحك
وهذا الانطباع يغزو كل
شاعر حقيقي
وأنت تطفو فوق الوجود
في لحظة منفردة من
عمق الذات
خارج ما يحمله الواقع من
إيقاع روتيني ممل
وكانك تعيش في عالم آخر
له أبعاد أخرى
وكانك في موعد مع مجازفة
تدعوك إلى جمالية الحرف
وتشييد غربة يتيمة منعزلة
لايمكن وصفها بوضوح
وصف هذه اللحظة شاعر
بوضوح لم أتذكر إسمه
وما كتبه
لحظة التجلي
يتسع الغموض بقيمة المعرفة
والادراك والوعي
والقى اختلافا كثيرا
لدى البعض
رغم هذه اللحظة المعاشة
بالتفصيل
فأنا لا أكتب غموضا
ولا ابحث عنه بقدر ما استجيب
لطموح اللغة ونسيج الفكر .
4- تحدث في حياتنا أمور انتقالية كثيرة ، تحدد نجاحنا أو فشلنا كي ننهض من جديد . ما هي المرحلة الإنتقالية التي تعتبرها حدا فاصلا في مسيرتك الشعرية؟
ج : لا ، معذرة أخي العزيز .
5- الإحساس بجمالية القصيدة شيء أساس في الشعر ، كيف استطعت تخليق الجو الجمالي والتماس المذهل بين القارئ والقصيدة ؟
ج : الكتابة الشعرية
موطن الإثارة والتشويق
والدهشة
في قصاىءدي تراكيب جديدة
غبر مألوفة وهذا خلق جديد
وقد أشار إلى ذلك
ادونيس وغيره لكن رغم
ذلك تراكمت عدمية الاستيعاب
أشيد على متن اللغة
نسق جديد بوعي خلاق
وملتزم
وقيمة الجمالية في
الإستثارة والتأثير تعطي شعلة
نادرة في قالب رصين
بالنسبة للقارىء أو المتلقي
حتى بالنسبة للناقد مع الأسف
الشديد تبقى هذه الكتابة
تحمل نوعا من الغرابة
والاكتئاب في جزر منفية
لا تعي قيمة أبعاد الرؤيا
فكتاباتي على زهرة الوجود
من عمق الذات
تستدعي قيمة الادراك والوعي
بقالبها الفني بطرق همس
الاستيعاب
/فتيل دامس بنشوة شروق
متعالية/
دون المعتاد
فالزحف المباشر لا يمكن
من معرفة حرفي وقصدي
وقيمة معناه
كل الإخوة والاخوات الذين
قدموا تقديما لدواوبني
جزاهم الله خيرا
وعووا بذلك تمام الوعي
كما أنني لا أستطيع كبح مراسم اللغة وهي تنحت موطن زفافها من جديد
أخي العزيز حسن
لك جزيل الشكر لأنك اتحت لي
هذه الفرصة للإشارة إلى هذا
شكرآ جزيلا لك اخي
المشكل عندما تحقق قيمة لغوية ما تنتظر تناسبا فعليا لدى
المتلقي
وهذا أمر لا يتحقق كما
تريده .
6- كل قصائدك وكما أرى فيها ، أنك مجيد في صياغة الكلمات وتطويعها للخيال الشعري بواقع حداثوي ، برأيك ما الذي يميز رؤيا الحداثة عن رؤيا ما بعد الحداثة ؟
ج : التجاوب الفعلي مع اللغة في
أقصاه : نجاح الكتابة على
شاقولية الادراك.
وهو امكانات جديدة بمقياس
موضوعي ومنطقي؛ يعبر عن
غليان لحظة انجاب آخر على
مرآة اللغة بنتاج تعبير آخر.
ليس هناك نمودج مطلق وسيادة قاىءمة كما يظن البعض.
فالخيال يتطور بالمعرفة ؛ والمعرفة لها غزارة رحم الأفكار.
للرواسب طابعها كقيمة تراثية؛
لكن تبقى الرغبة في ولوج
فضاءات أخرى في صباغة
كلمات تستجيب إلى لحظة
الانفعال الذاتي في أقصاه ؛
تقتحم نزيفا آخر في اشكالات
جديدة. فإنك أحيانا لا تدري
كيف؟!!!
وكيف يأتي هذا الاكتساح بشوق الغيوم ؛كتمرد وانتفاضة
يتناسب مع ما تريد كتابته
والتعبير عنه في جلاء.
/لغة متصوف يشق وجودا آخر ومغزى جديدا للاشياء والحقيقة
والمعنى/
كل ما كات يبدو راكدا بداىءي.
ما بعد الحداثة؛ مرحلة جديدة
تستدعي كتابات أخرى
تعبر عن أزمة العصر بعد
الاحباط الشمولي للمرحلة
السابقة والحاضرة في آن واحد
والذي يعني الحداثة
انشغل ادونيس ببراثبنها دون
اخصاب ما يليها
ما بعد الحداثة انفصال يجب
أن يكون له تعبيرا آخر
والابداع الحقيقي نزيف لقيمة
الوعي بذلك.
فالكتابة الحالية لازالت نقدا
للواقع دون البحث عن بديل
لتجاوزه أو تجاوزه دون يفظة
تغزو ذلك النفود.
إننا في بداية عصر جديد يستدعي ولادة أخرى قاىءمة
بحد ذاتها؛ ولغة أخرى للتعبير
وغزوة تأمل جديدة تحمل وتترجم اكاليل أخرى لمعنى الوجود؟!!!
وللقدرة على الوصف لا بد
من تقنية أخرى فعالة
فكتاباتي محاولة لصياغة ما
يرى وما سيأتي بشمولية
وبعين ثاقبة بلغة تستهوي
القارئ لكن ليس
القارىء المتعجل والضيق
الإدراك
لها جانب فكري ولغوي طموح
تتسم بتراكيب جديدة وصور
شعرية تلهم المشاعر لها
نفس طويل المدى ومرآة شعاع
تسعى إلى يقظة الحروف
بشوق بديل....
كل ما يكتب ليس له وميض
المستقيل لأن هناك
انفصال واتشقاق كسر
عزف الديمومة وأصبحت
في فراغ.وكذلك النهج الفكري.
الفلسفة أصبحت فلسفة
شريدة لها طقوسها ربما هناك
كتابات تجاوزت حاضرها لكنها
لا ترمز إلى ما سيأتي.
لنفرض أننا اعدنا كتابة
قصيدة
أرض الخراب ل س اليوت
كقربان
هل هذا يكفي؟!!!
وهذا اجترار سيء ربما
الشكل يليق لكن المحتوى
متجاوز ....
والكثير من القصاىءد لها
فنية عالية أصبحت خارج
الاستهلاك الفكري
بطبيعة الحال تبقى قيمتها
اللغوية
على سبيل المثال
أحمد مطر
أسلوب جميل لكن الأفكار
ضعيفة ولازال يستلهم الكثير
فنحن نشيد وعيا آخر
رؤيا عميقة تقصف بالمدى
بشغف الولادة وتبني الجسور....
7- هذا التلون و التنوع في شعرك يعكس ثراء ما تمتلكه من أدوات و خيال واسع ، من أين تستقي كل هذا الجمال؟
ج : بكل موضوعية للقراءة تأثير
وأيضا لتنوعها أثر كبير.....
ببقى حتما أيضا ما يعكسه
الشعور....
على موجة السفر تعانق
التشابك على زهرة الإلهام
في انسجام تام تزهر تلك
اللغة كمزبج الاعتراف فتصب
اقانيم نشأة منفردة تزهو
بالمشاعر بأوج ما تمتلكه
من فكر على رحيق شعراء
وأدباء رافقتهم على حبر
الصفحات......
فأنا أقيم جسر الامتداد
ربما دون هوية
ابحث عن نفسي في
وجدان التيه
غير أنني أملك شعور البقاء...
طفل عربي بشق السبيل
على نهر يدعو إلى الزفاف
فاكتب القصيدة...
أحمل الجسور القاىءمة
واشيد جسرا آخر
ينفرد بصحوة أخرى
بيقضة أخرى
بعطر جديد يطفو فوق ما
سبقه من أريج على مهد
ربح متقشفة تروض اللغة
تبحث عن مدن شاهقة
تحتسي كل الجرعات
وتصبها على فنجان
اكليل المقل...
وللكتابة ظل آخر وهي تتنسم
بريق جل الاشعار:
بابلو نيرودا
محمود درويش
ألبيرتو مرافيا
طاغور
هوميروس
سحر المعلقات
الشعر الاندلسي
شعراء وأدباء نوبل
أحمد المجاطي
لوركا
وآخرون....
كلهم يملؤؤن مدادي.....
8- اطلعت على جل قصائدك تقريبا ، كلها تمتح من الواقع بإرهاصاته المتجلية حسا و تصورا و وعيا ، ونفسيا و وجدانيا .
كل السحر يكمن في : قصيدة في قصة و قصة في قصيدة و فيلم في قصيدة ، هل أنت شاعر أم كاتب سيناريو ؟
ج : أنا شاعر بكل تواضع
ما تحمله كتاباتي من سمات
فنية ناتج على أنني
أريد إشباع اللغة بطعم منفرد ،
بنشيد آخر ،
بشعاع آخر ،
بإدراك فعلي لقيمتها المطلقة
خارج التخاريف المعتادة
والأنماط السائدة ،
ووعي بقيمة اللغة العربية
وجماليتها ...
واللغة مكانة الاعتراف
وهي تزهر من مسام الشعور
فاللغة الشعرية تنفرد
بهذه القيمة
تحمل ظمأ التروي في قالب
يسمو بها على فيض الشروق
إلى ما لا نهاية .
وأنت تفطن بذلك البلوغ
تلاحقه في الأعالي
لا تريد أي شيء آخر
غير ملاحقة تلك المجازفة
على أسطول الغيم ،
تنشر صفحات الضباب
على فضاء آخر بجمالية
الألفاظ.....
9- قصائدك تأبى التشييء و تهفو للأنسنة ، تتوق للإنعتاق من شرنقة السائد و البائد ، تلوك غربتها ، تضمد جرحها ، أهو
الجرح على الزناد ،
أم الزناد على الجرح ،
أم الجرح على الجرح؟ أم ماذا ؟
ج : الشاعر هو الذي يكسر
رتابة الألوان وأغلال النماذج
السابقة بإلهام آخر...
للقصيدة اعتراف متبادل
وأنت تنثر اللغة في
أحضانها ،
تتموج بانتفاضة شفافة
تأوي جرحك الساقط من
الدجى ؛ نئن بحنان
بشوق ناسك للاستحمام
في حوض مرآة الخلود ،
تتلألا على سطح الغيم ،
تكسر الجرح في المدى
لتأوي فصول الانشراح ،
كل قصيدة تأوي جرحا
وإكسيره ،
جرحا من رماد الذكريات ،
من خد الحاضر ،
تسعى وراء لهيب الفرح
من فنجان مدام
الانتشاء .
تنشر غشاوة الأبعاد ،
تنحت جسدا آخر ،
يزهر عقم الولادة
بطعم المستحيل
وهذه الحرية ليس لها
بديل .
تجاوز للبحث عن نغمة
سطور كانت مفقودة ،
لتعيد الصدى لمرآة الصباح
كانت ملغومة في المساء
الأخير من الكتابة......
الجرح بداية ،
الجرح إقنبم الزفاف ،
وموطن الفصل عن عزلة
بدائي ،
تزهر طفولة الأنقاض
على نسيج بديل ،
تنصهر الشموع لاستقبال
الضحى على أوتار الولادة....
10- هل تكتب الشعر بحثا عن الزمن الضائع ؟ و هل من صراع شعري بين الحلم و الواقع في قصائدك ؟
ج : في قصائدي أرمز دائما
ولو بطريقة غير مباشرة
عن بناء لغتي الشعرية ،
وهذا بوح دائم .
أتقاسم على منوالها جرعات
أي عربي مسلم يعيش
هذا العصر .
إذا كان فقط البحث عن
الزمن الضائع فالكتابة
تفتقد الذكريات فقط ، وتفقد
ذات الجلاء من عمق الذات .
قرأت روايات /مارسيل بروست/
للاكتشاف أو الكشف
وأنا لا أميل إلى هذا النوع
من الكتابة : نسيج روتيني
يومي على مرآة الذكرى
بطريقة فنية ؛ بطبيعة الحال
تترك انطباعا لأنها خارج
الألفة المعتادة في كتابة
الرواية .
وهذا النوع من الكتابة يليق
بالبرجوازبة إن صح التعبير
إذا ما قارناها بكتابات
/دوستويفسكي/
التي تنفذ من واقع مزري
وتصف ذات الالتهاب الشعوري
بتقييم سلوك رد الفعل ،
وتطرح عدة أسئلة في
جدلية عميقة تقصف أحيانا
بالمعتقدات ..
كتابات/ فرجينيا وولف/
رغم ما لها من قيمة فنية
كذلك .
ليست لها أبعاد مثلى
أو مثالية تصف روح المعاناة
وتنزف بها من عمق الذات
الأسيرة..
لا تعصف بذلك الزفير الذي
يصحو ويبحث عن معيار
أو مقياس على جسد الكتابة.
أنا أشيد شكلا لغويا له
قيمة معنوية انطلاقا من
جذور الانسان أحيانا ،
برؤيا مستقبلية وشمولية
من الواقع ولكن تسعى
لتجاوزه .
تخضع لنظام الشعور ونواة
الذات ،
وتعبر عن ذلك الغليان الذي
يكتسحنا على مرآة حلم
منفرد بنشوة متعالية....
رؤيا واسعة المدى
يبقى الحلم والحنين
على تاج الشوق والتشويق ،
وكأنك تبحث عن سبأ جديدة
دون هدهد يحمل البريد؟!!!
كنمودج عن الحلم والحنين
أنفاس
يلثم أجراس النفس
ليل طويل
ويعود البحر معتما
بشوق إله.......
إشارة البدء :
تصطك الأمواج
في ريح هجين .
يقرض البحر
نجمة الاتساع .
هون عليك
فالشط بعيد !.....
والنوارس
تحمل حلم القبل الشاهقة .
على ساعدك نجمة
تبحث عن قرار دفين....
تلثم الحصى
على شرفة الضفاف
وتشق طريقا للرمل.
تعالى
سنمشي طويلا
ونصلي للسير .
سنشتري القمح للأعياد
ونبدد علة البساتين
ونزكي الأشواق الحميمة
بريشة المزاهير .
شوق ضريح
وليالي الرمل.....
أهواك
كنجمة فانوس أخضر
بلون الدخان
وخريف الوصل .
تعالي
لا ربيع هناك
على زهرة الذاكرة......
نحيب مدينة
ومزامير الحجر .
11- مفهوم الحب في العالم العربي؟ كيف تنظر إليه ، هل هو سفر الفقد و الخسارة كما يراه الكاتب و الفيلسوف اليوناني نيكوس كازانتزاكي صاحب رواية زوربا اليوناني ، أم شيء آخر ؟
ج : الحب من أسمى العواطف
الإنسانية ؛ وعلى الشعر
أن يسمو بها .
هناك عدة كتابات تسيل
بالعشق والحنين
منذ المعلقات
وما قبلها أيضا ، في العالم
الأسطوري وعند جميع
الشعوب .
وهذا يكشف عن قيمة هذه
العاطفة ومكانتها عند الأدباء والشعراء....
على أروقة هذا النسيم
هناك لغة سحرية تزخر
برونق الألفاظ وعذوبة
الأسلوب لا جدال في ذلك .
أشير أيضا بأن للحب قدرة
سامية لمعالجة الانطباع
النفسي في محنة التيه...
والحب بذاته إلهاما.
لنذكر على سبيل المثال
لا الحصر ،
ما كتبه جميل بن معمر
وآخرون .
تتجلى هذه العاطفة كثيرا
في جل الكتابات الشعرية
العربية وعند معظم الشعراء
وأصبحت سائدة .
إلى أن مشكلا أصبح
ينجلي بوضوح ،
هناك خلط بين مفهوم
الشعر والحب ،
وأن الشعر تكمن قيمته
في وصف هذه العاطفة فقط
مما أدى إلى انحطاط
قيمة الشعر .
لكن ما هو الشعر؟!!!
إليكم هذه المقالة
والتي كتبتها منذ ما
يزيد عن سنة :
المتنزه العميق****
حينما نتحدث عن الشعر ؛ نتحدث عن طقوس العبارة عن وقعها وبصمتها ...لكن ما هو الشعر ليس بالحكم المتداول الشعر : عصف ذاتي في تنامي اللاشعور و الأنا حين تنفرد الأشياء فينا بلغز معين .
تتجلى تلك الشعلة النادرة تشمل كل الأشياء فينا :
القيم
المبادئ
المعرفة
ارتواء اللغة .
في هذه اللحظة للتخلخل الفكري نبحث عن الاستقرار ،
ولا يمكن أبدا إبعاد الذهني عن العاطفي ، على رعشة المتخيل٠
هذا الانعزال والذي يتسم أيضا بالروحي لأنه من أعاصير كياننا
تجسيد فكري من ينبوع النفس بجميع الإرهاصات
والذي تفرضه لحظة قائمة بذاتها...
قد تكون إطلالة مبهمة تريد أن تكتسح الضباب ؛
وفي غمرة الأشياء الواقعية هناك التجلي من تقاسيم الحياة
التي تطمح إلى هيئة أخرى غير معتادة .
هنا يأتي التصور الذهني الذي يفرضه المتخيل .
فالمعرفة الكامنة في عقولنا والعاطفة في تموجات اللاشعور للكشف عن أبعاد حقيقية للأشياء كحلم جميل ،
يأتي اختمار الفكرة في هودجها المشيد من الأرق وعبق الذاكرة واللحظات الدفينة .
تغزو كيان اللغة بتعطش منفرد ونريد حتما أن نكون في ذات اللغة ،
تنعكس الغربة والانفراد في روح الشمولية القائمة على انعكاس الذات ،
على سواحل الانفراد وهو جزء لا يتجزأ من مفهومنا للواقع ونتاج وعينا ؛ لتسطر على الكون رعشتها المستقلة في لحظة مشرقة ، أو لحظة بلغت من الألم ذروته .
تختلف الرؤيا وعمق الأشياء
على وتر النبض حسب الرعشة التي نعيشها.............
الذات محور الشعور والشعر وجدان لا ينفصم عنه ،
الشعر الحديث إطعام اللغة ليس بسرد الواقع ولكنه خلق مستمر في ذات اللغة والتي يمكنها أن تترجم الكثير والكثير .
وينفرد بغليان عقل الكلمات من التوهج الفكري والعاطفي والعمق الذاتي .
هناك التأثير للواقع السلبي على الذات ،
فالذاتية تبحث عن التوازن النفسي ،
عودة الحنين على مراسيم الذات ، على وقع الذكريات ، كإشراقة بعيدة أو بحث عن البديل في معترك الطرقات .
والبعض لا يفهم هذا السلوك الجديد للغة وهي تشيد ذات أخرى..........
12- هل يبقى الحب من أهم المؤثرات في بنية القصيدة المعاصرة ؟
ج : لا بد أخي
من وعي بقيمة الماضي ؛
الحاضر والمستقبل....
والقصيدة المعاصرة
تسعى إلى هذا الإلتحام
لإتباث شرعيتها برؤيا
خلاقة وثاقبة....
بنى السياب جسرا وكذلك
ادونيس انطلاقا من تجديد
القصيدة عند الغرب ،
ربما أقحم ادونيس
ظاهرة التصوف كمعيار
ليعطي تلك القيمة
للقصيدة العربية ،
ولكنه سعى في كتاباته
إلى البحث عن التجديد
وهذا لازمه في كل
كتاباته .
أولا ،
كان من المفروض أن يكون
لدينا نحن الأدباء العرب
هذه الانطلاقة
فلنا موروث ثقافي عريق
ولنا من النكسات التاريخية
كم كبير ،
غير أنه ربما لم يتغلغل في
ذاتنا وهذا ربما ناتج أيضا
عن التشبت بشعر
المفاعيل
كما أنه لم نواكب فلسفة
لنا ..
ثانيا،
ما نعيشه الآن أيضا فترة
تدعو إلى التجديد
فأنا أكتب بشكل جديد
غير مألوف مع ذلك
مأساتي ليس هناك التحام
فعلي للكشف عن
هذا التجديد والإنتباه إلى
ذلك .
هناك آخر لا الوجود فقط
ولكن أيضا عن كيفية
التعبير عنه ،
لم يبق لنا كذلك تآلف مرحلي
في خضاب التحولات المستمرة...
لهذا تأتي قصائدي
مبهمة غامضة
ذات قالب فني غني ،
يحمل أكثر من رسالة
ولها اتجاه جديد....
وكما أشرت إليه سابقا
فالحب يبدو جليا كمؤثر
وأصبح موضة سائدة
في بناء القصيدة ،
بحيث يسود الطابع العاطفي
فقط
دون إقحام
أزمة الإنسان ،
أزمة العصر ،
دون انطباع فكري ،
دون الاشتغال على
تجديد الكتابة الشعرية
وبناء القصيدة .
13- هل استطاع الأديب العربي تجاوز قضية البحث عن الحرية إلى قضايا إنسانية أكثر إيغالا في الشعور والواقع الذي نعيشه ؟
ج : كانت هناك أزمة
الديكتاتوريات ؛ ولازالت
قائمة....
أعطت ميدانا خصبا للتعبير
عن الحرية بنهج ثوري ؛
يعكس تجاوب فعال مع النظريات
التي كانت قائمة
وسائدة : (الشيوعية ؛
الإشتراكية......)
غير أن لكل نظرية حتمية
تاريخية يحملها التيار التاريخي
ولا يمكن أن يكون لها
استقرار تابث على مدى
العصور ..
والكثير من الشعراء والأدباء
انتسبوا إلى أحزاب
شيوعية ؛ اشتراكية .
كملجأ بديل عن الاضطهاد
والقمع والذي كان في
دروته....
سايرت هذه المرحلة لكن
لم يكن لي أي انتساب .
الفكر الحر لا يخضع لأي
انتساب يبقى رهين
نفسه...
غبر أن بعض الأدباء
مجدوا هذه النظريات
إلى حد التقديس...
وأنا أرى أنه
أي إيقاع فكري يمهد الطريق
لآخر في مجرى الأحداث
واستمرار التاريخ
وواقع الشعوب ايضا ،
يختلف ويجب تغييره جذري .
نحن الآن أمام واقع
مشلول ،
دون انتساب فكري والتي
تستدعيه اللحظة القائمة
بإفراز نوعي ، يستظله مما
أعطى جفاف مرحلي
لم يبني جسورا للتحاور .
ولا زلنا نرى أحزابا
اشتراكية والتي تسعى
إلى التجديد للمواكبة ،
غير أن ما نلاحظه هناك
انفصال تاريخي يفرض
مرآة أخرى ،
ويخضع إلى تأويل آخر ،
ورؤيا أخرى ، والدعوة
إلى انسجام شعبوي
بشكل آخر .
خارج الاجترار الذي لم
يعد صائبا ومعاصرا
يصب في ينبوع هذا
الاختلاف والاختلال ،
ناهيك عن من لازال يكتب
بنفس الإيقاع السابق ،
وهناك الكثيرون لازالوا
جاثمين في المرحلة
السابقة ، ويحاربون كل نفس
جديد إلى حد التضييق عليه
ونكرانه بكبرياء وسخرية .
والكثير من الكتابات مالت
إلى ذات السخرية دون
بديل ، ووصلت إلى السخرية
من الدين ويظنون أنها
شعلة التجديد للمواكبة
التاريخية ، وأصبح هذا يتنامى
كسرطان بأسلوب فكري
منحط ويرونه كنوع من التجديد
لأنه يأتي بشيئ مخالف .
وما أسوأ
حينما نقرأ التاريخ
بنفس المرآة العتيقة ،
وما أسوأ
من الإغتصاب الفكري
بفكر منحط لا يعطي
نفسا للتجاوز الفعلي ،
ويرفض البديل المرحلي
ويتصدى له .
إننا نعيش واقعا مختلفا
لا يمكن تقويمه ماديا
فقط ، ولكن معنويا كذلك
هناك أزمة وجود خانقة؟!!!
المشكل في كيفية التعبير
عنها
فهذا كما يظنه البعض
بترويض العبارات الساقطة
والذي يعتبره الكثيرون
انفراد في الكتابة
وميزة .
أنا لا احبذ هذا الانحدار
مهما بلغ عصف الريح
فالشعر له تعبير أسمى .
وفي
أوجه رمز شعاع راقي
مهما اتخد الشاعر من
موقف لا بد من سلوك لغوي
يجب أن يخضع له .
14- ماهو مستقبل الشعر في عصر المعلوماتية؟ وما مدى تعاطفك مع الانتشار الالكتروني
للشعر ؟
ج : بالنسبة للمعلوميات
لا أخفي عليك أخي العزيز ،
كانت سبيلا للتعرف علي
وأيضا لأتعرف على أدباء
مغاربة وعرب .
لأنه لا المجلات ولا الجرائد
المغربية وغيرها تقوم
بدورها الفعال ،
فالكتابة ليست لها
وساطة أو قرابة أو بيع
وشراء ، أو النزوات الغريزية ،
وهذا أدى ويؤدي إلى إقصاء
كل قلم متميز وهو انحدار
ثقافي في قالب مصطنع
يعج بالفوضى والعشوائية...
المشكل كما تراه أخي ،
هناك كتابات خاصة الشعرية ،
بعيدة كل البعد عن الشعر ،
فما أدراك بمقوماتها
اللغوية والفكرية..
وهذا أدى إلى انحطاط شامل
في مستوى القصيدة العربية
ناهيك عن دور النشر
والتي تنشر ما يلائم
وما لا يلائم ،
الزحف فقط وراء الكسب
دون تقييم جدي لما
يكتب.....
وكما ترى أيضا أخي العزيز ،
أن جل الجمعيات الأدبية
وغيرها لا تنشط إلا في
المناسبات الوطنية
بامسيات شعرية ، تتجمع
فيها الكثير من الشعراء
خارج الفصول ،
ناديا
بقيام أمسيات شعرية
لشاعر يتم اختياره
وبالتوالي في تجمع لائق
وتواصل فعال ومفيد .
فإمكانياتي المتواضعة
لم تجعلني أن أقوم
بالشيء الكثير
في هذا المجال ،
وعلى سبيل الذكر ،
لدي أربع دواوين جاهزة
ليست لي القدرة لتسديد
ما يتطلب نشرها ،
ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم .
15- هل كنت في مرمى قناصة النقد ، هل أنصفك و فكك شيفرات القصيدة بتأن و موضوعية ؟
ج : بالنسبة للنقد لم أكن
في مرمى قناصته
فأنا أولا ؛
أرسم أبعادا لا متناهية ؛ على
شرفة التعبير...
ثانيا : كتاباتي لها تأويل مطلق
وإن حملت عدة إشكاليات
مطروحة وإن استطاع بعض
الإخوان والأخوات تأويلها
فهذا من جانب معرفته
ومقياسه ومعاييره ،
أو عن طريق نظريته النقدية...
إنها تشع بروضة استأناس
زاخرة وتجذب الرغبة قراءتها
وطموح قراءها ،
وهذا استدعى الكثير من
الإخوة والأخوات لوضع
بصماتهم ، وتكشف ردودهم
عن وعيهم بمستواها الفني
والابداعي وهذا ترك بصمة
في نفسي ،
ولهم جزيل الشكر .
أنشر ذلك على صفحتي
سأصوغ لك بعض النماذج :
رد الأخ العزيز
/عبدالرحمن بكري/
عن قصيدتي :
* معلقات على صدر النفق*
"نص باذخ في لغته المتسربلة من قواميس شعرية عالمة .. تستمد معرفتها من رؤية مغايرة تنتصر لقيم الحرف في سفره اللامتناهي ..
نتابع النص بشغف متعاظم فتعبر المعاني كطعنات مدية حادة .. لا نستشعرها
لكن تستسيغها الروح وتطيب لها القرائح الفياضة
تحياتي والورد
دام بهاء المداد ....."
معلقات على صدر النفق*****
من هناك
كتبنا على صدر المداد
وتفاحة الرمل
خاتمتنا الطويلة
وبدايتنا الملتهبة
من هنا
وحي الكلمات يجتني
حمضية الرصيف
على الخطى
المتعرجة
في سيل الضيق
ننحت الهوية
في صراع مع الطريق.....
في آخر حانة
سكبنا نبيذنا دموعا
وانتشينا
زحف الفراغ
أبكت أمي
حين أينعت رعشة الزغاريد
لتصلب القبيلة؟!!!!
كم كنا؟
على هلال الطاووس
قبل أن ينتحر المكان
كفٌّ
ومرايا
وكفْْْْنُ محيا
ونجمة زُُُفّّتْ
إلى ضريح الشمس
وقصيدة
اِنْْغَمَََسََََتْْ
في بحور اللغة
تبحث عن هوية
ونشيد طفولة
على براثن اليعسوب.
تحمل عشق
بُُُذور الشمس
انفطرت النجوم
كلغز هُُُُبََََل
حملت التسابيح
قلادة نهائية
حملت
رعشة فتى
وطحلب البحر
من نكون؟!!!
في تفسّخ الألفاظ
وغربة الحروف
أيتام
تسيح
قالت لي:
جسدي بحر
فاحمل شواطئك المهزومة
على كفي
احمل
عريي
على طبشورة ميلادي.
قلت لها:
هل أكتُبُ من أنا
برعشة قلم يبحث عن أصل
نبحث
في أعين الورق
عن الصفحات المفقودة
وفي الحقول
عن أيتام السنابل
عن صوت يحملنا على نجمة الريح
عن موت
يكتبنا أطفالا
عن حلم نتبناه شوقا....
أجسادنا متاعا
حفاة
نقبل شفة الرمل
فينيقيون يبحثون عن بحر
أشواق نسوة
في مدار الليل
ينتظرن زائرا
يحمل سوارا ونجمة.
تمشي اللغة
وتعانقني في ممشاها
خرير كروم متوحشة
يبحث عن ألفة نبيذ
يحمل نشوة الظمأ
ووعي الطريق
من أثينا
عشق سر النجوم
وحملنا حلم بنفسجية الريح
كم كتبنا على أوطان الرغبة
من نشيد
كان المنذر هلالا
يرعى تفاحة البحر
وكانت أعراس اللغة
تدثرني بقماش الليل
بكت أمي على ضوء شمعة
وأنارت فانوسي
وكتبت لها بلون الشمائل
لغة جروحي
كتبت لها
عنوان الشرق
ونعي المغيب
كتبت لها
عن وليد الدخان
وأنين البرق
كتبت لها عن* شهرزاد*
حين كانت حرة طليقة
تلهو مع صبايا الفجر
كتبت لها
عن نوح والسفينة
وآخر بحر
وآخر درس
امتحنت فيه
جائعا
حزينا
بائسا
غريبا
مهاجرا
وآخر قصيدة
كتبتها
بمزمار كفي
لكي ألْْْتََحِمََ مع ضدي .
أبكت أمي
حين أينعت لغة الفراق
حين خاصم المداد سرايا الليل
حين كان الباطن يهيئ لغة المكان
حين كان غريق الجسد
حين كنا نسير تائهين
نبحث في مناسك الطريق
عن غلة الحنين
ذات مساء
عانقنا برج التسول
كنّّا قلاعا
رفاقا
تائهين
تحت لحاف النشيد
كنّّا موتا
يستريح قليلا.....
كتبنا أبعاد اللغة
بحروف متشردة
وعلى الليالي المتبرجة
التي تؤوي
قاصرات النجوم
عانقنا
خديج الضوء
بين المكان والمكان
غابت الأمكنة
زرعنا آيات الشمس
وقربان الأشعة
وجلسنا ننتظر
آخر رسول
خانتنا
قرفصاء الأعياد
وزئير بحر الرماد
نظرت إلى أمي
كانت عيناها
تناجي البحر
وتبحث في سيرة الأمواج
عن رحم الحياة
قال النشيد :
سبع ليال
لا تكفي للإشباع الأطماع
وصيحة الغيم
كم كانوا
عند أرملة الليل
وأنشودة الخريف
المطلة على البحر
ثلاثة رابعهم أنثى
تغذي جسد الموت
تحمل حلم المدى
ما بين الشمس والشمس
حمل الزمان
كفّّه الصريعة
وتخاذُُُلِ الخطى
فيَ أنِينُ الصمت
هل كانوا ثلاثة
حين غابوا
مع أسلاف الشمس
ونفضوا غبار الحياة
ورابعهم أنثى
تحضن ثدي النجم
ليكن موتنا مديحا
سرنا
تهزمنا شهوة الأرض
أبكت أمي حين غاب أبي
ومسحت الذكرى على الرخام
ومشينا
نبحث في أعين الأرق
عن الصفحات المفقودة
عن الكلمات المطموسة
عن صوت يحملنا
على أعراس نجم
عن موت يكتبنا أطفالا
انتشلنا وميض السرايا
على خطى* بلقيس*
وبداية الموت فينا
و مقدمة الوداع
ونحتنا الصبر
على صخرة* سيزيف*
ومحا *أيوب*
بصمات الزمان فينا
وسقينا
أبواب الطريق.....
أبكت أمي
حين رنت النواقيس
لتنعي الصليب
وحملت حزنها عبر الأزقة
تشم غطاء الدمع
وبصمة الدم
على صدر *أورشليم*
وحملتني إليها
على فراخ شهيد
في رحم البحر والموت...
قرأت الأشياء مرتين
قرأت من أنا
حين تنفصل الأمواج عن الجسر
قال اليقين في
تمسك بعطر السحابة
و لا تنتظر الخلود
حفاة عراة كنا
قبل المجيء
حفاة عراة سنسير
أبكت أمي
حين خاطبها نعي النجم
وروح المدينة
المنغمسة في ذات الأنبياء
اقرأ
فالحروف تحمل ثمرة الأشواق
والحلم البعيد
تحمل الطقوس في غيبة الانتشاء
تحمل التمرد
تحمل وزرة الولادة
الحروف معدن الروح
اقرا
للحروف سيرة
أخرى
بلون الحبر و الماء
اقرأ
يتشكل الغائب فيك
يتسع الوصال
بارود أزلي
في غيمة الطوفان
قالت أمي:
نم لينتحب الدعاء فينا
سننتظر عذراء الليل
حين ترتدي قميص القمر
ستمسح دموع المدن العارية
سننتظر آخر هدهد يحمل النشيد
حفاة عراة كنا قبل المجيء
حفاة عراة سنمشي تائهين
بين المقايضة
وقسوة الرغيف
بين الحلم المتحجر
ودعارة الربيع
وأرصفة الموت
بين وبين
قالت أمي:
لنعانق صدر الرقيم
و نختبر لهجة الموت
حفاة عراة كنّّا
حفاة عراة
سنعود تائهين
لبس القديس
ثوبه الأزرق
كان البحر ثديا
وكانت* روما *حريقا
والمدينة الفاضلة
عزاء النواقيس
ما بين البحر
والموت
انتحرت الأشياء
في عرسها الأزلي
قالت أمي:
لنعد إلى* أندلس*
في بغاء رحلتنا
ونبحث في زمان التسول
عن رمادنا
وعلى حائط المبكى
صيحة الترمل
لديك *عشتار* واختمار الحب
*وجلجماش* أسير العشب المشتعل ما بعد الموت
والكأس الأخيرة...
لديك
الماء
والغيم
لديك
الرمل
والسحاب
لديك
وطن
عل صدر الموج
على طاحونة الشرق
قتََلَنَا الوقت قبل الرحيل
وعلى أبواب* بابل* سنغرس بذور المشيئة
وسرمدية القمر المتنحي
من بعيد سنرى دموع الأشياء
انظر إلى* الجوكندا*
وليدة الدهشة الباقية
حين يغمى عن الحزن
حمل الباطن
عرس الغائب
ونور التقشف
سننتظر آخر منذر
يحمل الوصية
لنمشي زاحفين
نحمل تلاوة الأرض
وحلمها البريء
وآخر فنجان *سقراط*
على حديقة
الحقيقة
وحناجر الأزقة
ودمعة الألسن
ومشينا
نشرب ربما
من غدير شوقنا
ومشينا
نشرب الأيام
من غدير شوقنا
ومشينا
على بردة الروح
ومناجم الانقاص
شابت صيحتنا
على تجاعيد الشفاه..
إلى آخر القصيدة
رد الأخ العزيز
أحمد أحمد الزعيم
على قصيدتي
*سماء البواكير*
قصيدة تنزل علي كما لو أنها البرد وقت الحر بكلماتها النافذة والخفيفة والمعبرة والعميقة من حيث دلا لاتها ، مع انسياب وتطويع للكلمات الشاعرية ذات الايقاع الشعري الخفيف ، الذي تحدثه مفردات كل جملة شعرية وكل سطر شعري هو بحد داته صورة لعالم شعري حالم وأسطوري...دام التميز
من بين الردود التي راقت لي اليوم
عن قصيدتي
/حين ترتشف الأغلال حوض الياسمين/
رد الأخ العزيز الأديب
Kalid Ossman
*الاتحاد الدولي للكتاب العرب*
"الله. .يااستاذ أحمد. .
كيف ألج قصر قصيدتك المترف .
ومن أين ومتى وكيف أبدأ القراءة والكتابة. .عن نص مترف معنى وأنيق لغة وعميق بلاغة ومجازا وجديد صورا. .
كيف أسير على ضفاف نصك المفتوحة على روعة الفكر. .وبنائية الإنسيابية المقطعية خالية التقعر والعجمة. .كيف أحصد تشابيهك البليغة الإضافية واستعاراتك. .
كيف اقرأ التراث الديني والأسطورة والتاريخ ، والرمز ، موجبات الحداثة النصية وعناصرها. .
وكيف. .
وكيف أجلو نصك الرائع في هذه العجالة الافتراضية الفايسبوكية. .حسبي أني ألتمس العذر منك على تقصير قراءتي. ."
تلعب المكتسبات الذهنية
المعرفية دور أساسي
في التلقي والإستجابة
إلى ما يتطلبه النص
وأشكر جميع الإخوة الأفاضل
والأخوات ، من وضعوا بصماتهم
لتقييم حروفي المتواضعة .
16 - هل لديك إصدارات ليطلع القراء عليها ؟
ج : لدي أربع إصدارات
ديواني الأول
* مناجم في حوض الشتاء*
عن جامعة المبدعين المغاربة
وأشكر الأخ العزيز
محمد اللغافي ( شاعر مغربي )
- ديواني الثاني
وهو أول ديوان صدر في
المغرب
في
/السردية التعبيرية/
تقديم الأديب العراقي
د.أنور موسوي
أيضا
عن جامعة المبدعين المغاربة
- ديوان ثالث
*شمس الهجير*
صدر عن
دار العرب للنشر والتوزيع
مصر
تقديم الناقد العراقي
/ عدي العبادي/
- أعدت أخي
الطبعة الثانية
لديواني الأول
*مناجم في حوض الشتاء*
راففتها
بقراءة
درائعية
للأخ العزيز
عبد الرحمن الصوفي
جزاه الله خيرا ،
اشتغل على هذا الديوان
على ما يزيد
الستة أشهر .
هناك
دواوين جاهزة للنشر
ولكن هناك كلفة التسديد .
- لي دواوين جاهزة
*نجمة على أوراق الليل*
تقديم الأخت الفاضلة
الأديبة
مرشدة جاويش من سوريا
- *رباعيات على خمرة السواقي*
تقديم الأخ العزيز الناقد
خالد عرعار من فلسطين .
- *سفر أيوب*
تقديم الأديبة الفاضلة
نجلاء مز ي من تونس الشقيقة
هذه الأخت قامت أيضا
بعمل رائع من أبواب جميع
النوافذ
لها جزيل الشكر .
كما نلاحظ
حاولت جمع جميع
الأدباء من جميع الأقطار العربية .
17- سؤال مستفز : هل الشاعر في حاجة إلى شهادات الإعتراف به و حصوله على الكؤوس و الدروع و الميداليات ( و هذه بدعة جديدة انتهجتها أغلب المواقع والمجلات الإلكترونية ) و هو الأشهر من نار ، و صاحب دواوين ، أليس تبخيسا في حقه؟ و انتقاصا من ذاته الشاعرة ؟ و كيف يقبل و يستقبل ذلك بفرح طفولي ؟
ج :أخي العزيز
فالاعتراف بالشاعر
نعم الأصول
والاعتراف بنصوصه تمكن
من استكمال نبضة الشعاع ،
لا نسعى إلى الشهرة
ولكن الاعتراف شيء جميل .
أخي العزيز
يستفحل الأمر
عندما يكون لك
وجود شعري
بلغة تستهوي الذهن
والشعور ،
ولك ديوان اعتبره الكثيرون من
بين أجمل الدواوين في
هذا العصر ،
وتكون مسلوب الاعتراف ،
والله لا يهمني ،
ولكن يجب الإشارة إلى
ذلك .
ما تلاحظه عجرفة
وهي بداية السقوط الكلي
الشامل خاصة بالنسبة
للشعر
انحراف سلوكي ثقافي
وحضاري ،
وأنت ترى تراكم الدواوين
والزحف على المنابر
في تهافت متخلف ،
وعشوائية لا مثيل لها
ونفوذ شامل
لما لا قيمة له ،
دون صحوة يقظة ،
دون تأسيس شعلة فكر ،
دون استيعاب فكري ..
والمسؤولية ،
مسؤوليه شاملة
لا بالنسبة لدور النشر
لا بالنسبة للإعلام
لا بالنسبة للنقاد .
وهناك منهجية الخضوع
للسيطرة المطلقة ،
وهذا استبداد ثقافي
وانحراف خارج الانضباط
الفكري واللغوي .
18 - بماذا تنصح الشعراء الشباب ؟
ج : بالنسبة للشعراء الشباب
الابتعاد عن التقليد والاجترار
وعن جزر المحاكاة ،
بناء لغة لها رؤيا بعيدة
وشاملة ،
التجسيد الفعلي من
مقام عمق الذات ولهيب
الشعور ،
الوعي بقيمة اللفة العربية
وخصوبتها ،
رفض أي مساومة تمس
بقيمة الثقافة ،
معرفة جذرية للشعر والأدب ،
الاستجابة لما يفرضه الآني
والآتي برؤيا إبداعية كإسقاط
فعلي خارج الرتابة ،
الوعي بقيمة الحرف كشيئ
أساسي .
الشاعر يجب أن لا يخضع
لأية مساومة والمبدع
وإن لم يكن هناك اعتراف ،
فهذا مرحلي ولا يمكنه أن
يمحي قيمة الإبداع ،
لكل كتابة مستوى معرفي
ولغوي وبناء متجدد باستمرار .
والشعر قيمته فيما
يتركه من انطباع ويسعى إلى
تلاحم منطقي وموضوعي
وهو تمرد دائم يبني
جسورا أخرى بتكسير الأغلال
والتجديد ، انفعال لا انفصال
بوعي جذاب ومميز للمرحلة
المعاشة .
قد يبلغ مرحلة يأس
كما نلاحظ في كتابة
/رامبو/
ومرحلة ابتكار خارج الطقوس
السابقة
كما نلاحظه
عند أبي تمام
عند س اليوت
عند بودلير
كل هذه الكتابات صدرت
عن وعي دون تأطير سابق ،
لأن هناك إدراك شعوري
صادر عن أزمة الكتابة ،
والتي لم تعد تستوفي
وتناسب قيمة المرحلة
وكذلك التعبير عنها
ونكبة الشعور....
19- كلمة أخيرة.
ج : أخي العزيز حسن
لكم ألف ألف شكر أخي
ومعذرة ربما كانت هناك
إطالة فيما كتبت
وربما تكلمت عن نفسي
وهذا خارج أي نرجسية
أو كبرياء .
لكم جزيل الشكر
فتحتم لي هذا الباب
لأصب الكثير من الأشياء
في مجال الأدب
رأيي
وكذلك في ما يخص
كتاباتي
لكم جزيل الشكر وكل الود والمحبة والاحترام والتقدير
ووفقنا الله جميعا أخي العزيز.
- و نحن بدورنا نشكرك على تلبية دعوتك للحوار ، مجددين لك أواصر المحبة و المودة ، نتمنى لك مزيدا من التألق و الرقي و الإبداع.
20- هل من قصيدة ، إهداء لأعضاء و قراء مجلة دوائر ضوء ؟
القصيدة
*عروس بابل*
عروس بابل******
للريح‚ والعاصفة‚
للموت القريب ‚حين يدنو‚
لصوت البحر
حين تحمل الأمواج بريد الشروق‚
لحبات الرمل
على أقحوان العطش
للبراري المسلوبة
من شوق النهار
للمساء الراحل
تحت أسطول الليل
لأمي
للنهر الوليد
على سواحل الأمطار
على جفونك
في صدر وكر التراب
على أزهار الليل
وشاقول الظلام
وروضة الكروم
والنهر الممسوح
على صدر الرخام
والبيت المهجور
والنشيد البعيد
في تيهان الزمان
وصوان الرمل
تحت ناقوس العاصفة
في عراء الأشياء
وصيحة البقاء
في غيمة الوجود
في اختلال البذور
على شفة كفّ وجهي
على مناسك الرحى
وثمار الجسد
بين زكام الشوارع
وحوض الأزقة......
بحر على يساري
هكذا تدوي الطريق
على مزار الأبعاد
في هيام فانوس
تحت عتبة الغيث
ورحم الحجر
هكذا أحمل ندرة المسلوب فيك
كحلم أطرش
هكذا أموت فيك
كنجمة عود منكسر
في خلوة الشعاع٠
آخر عشاء لنا
سلبته الأقدار
ريح معتوهة
ودخان
ورماد العاصفة.......
على رقصة الريح
وسماء الجدران
على مغازل الرحيل
وهي تحيك الشتات
على صوم المآذن
وحلم المشاعر
في الأرياف الحزينة
ونحيب القرى
على الرموش البواكير
وزهرة الأمل
على ما بقي
من التفاح
على معراج الوصول
على رذاذ الغيث
وعراء الصحراء
على النجوم العارية
وضريح المشكاة
بين روضة الندى وانكسار الصباح
في الفناء المصلوب
على جفاف عينيك
........ و قرأنا ابتسامة الخريف
سألناها
عن الصراخ
الذي لا يهزم
عن عقدة الصباح
المفتونة بالضوء
والصمت
عن أول مساء جريح
عن أول ثوب للقمر
عن شهوة الدم
وتفاح الصديد
عن عذرية البحر
وهي ترتدي
أول قميص من الخشب والقصب
حلمة توردت
غريقة الأبعاد
تكتب الأقانيم
صيحة ليل دؤوب
يشاطرها وهم القُبل
عروس بابل
يزهو في زمان الدخان ريقها
ينهال المطر
قطرة
قطرة
على سعال السنين
نشوة ريح جنوبية
حين تعلو تَمَارة الأشجار
حدائق المدينة
يصطك لجام الصمت
بالقربان المتناسل
و تسيرُ زاحفا
هكذا ترنو شرفة الوداع
و تنحلّ زهرة الوصول
تنهار الطريق
في وعاء الضجيج
وحنين القُبل
ذ أحمد بياض/ المغرب/
- انتهى الحوار-
Commentaires
Enregistrer un commentaire