نص الحوار الأدبي مع الفائزة في المسابقة العربية للقصة القصيرة ، الجزائرية هاجر جواد ، منشور و موثق بمجلة دوائر ضوء للثقافة و الأدب.
حاورها الكاتب المغربي حسن مستعد
توطئة :
قدم الأدب الجزائري عبر تاريخه كتابا ذوي شهرة عالمية.
في الشق العربي، بن هدوقة أب الرواية الجزائرية الحديثة.
يمثل الأمازيغية مولود فرعون.
آسيا جبار ، مثّلت الطابع النسوي الحديث بالفرنسية، وهي عضو في الأكاديمية الفرنسية.
تناول الأدب كل شيء في حياة الجزائريين سنوات فرنسا ، قبلها سنوات الاشتراكية والإرهاب كل كاتب حسب بعده الثقافي والسياسي ، الأدب البوليسي ظهر مع العنف السياسي الحديث وهو الرائج حاليا.
ضعف الإشهار للكتاب عائق وراء وصوله للجماهير .
بعض أشهر الكتّاب :
بالعربية : مفدي زكريا ، محمد العيد آل خليفة ، الطاهر وطار ، محمدالأخضر عيد القادر السائحي ، واسيني الأعرج ، أمين الزاوي ، أحلام مستغانمي ، لحبيب السايح ، ياسمينة صالح ، عبد المالك مرتاض ، فضيلة الفاروق ، مصطفى نطور ، رشيد بوجدرة ، عمار بلحسن ، مفتي بشير ، عبد الله حمادي ، يوسف وغليسي ، محمد زتيلي....
بالفرنسية : مالك حداد ، كاتب ياسين ، أحمد ديب ، مراد بوربون ، ياسمينة خضرة ، آسيا جبار ، عائشة لمسين .
من بلد المليون و نصف المليون شهيد ، بلد الأمير عبد القادر القائد السياسي و العسكري ، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة و رمز المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار و الاضطهاد الفرنسي .
برز جيل من الأدباء الشباب المقاوم لكل ما هو دخيل على الهوية الجزائرية بالحفاظ على اللغة العربية التي حاولت فرنسا طمسها و طمرها و إزالتها من كل لسان لكنها لم تفلح ، بفضل الكفاح و الدفاع عن لغة الضاد من الأجداد إلى الأحفاد .
و هاهم الأحفاد يشرفون الجزائر باستمراريتهم و البحث عن موقع قدم في جغرافية الأدب الشاسعة و يحصدون الجوائز و المراتب المتقدمة في المسابقات الأدبية.
فهنيئا للجزائر بهذه المواهب و عليها أن تفخر بأن الصلة متواصلة و قطع الرحم مع الأدباء المؤسسين للأدب الجزائري ضرب من الجنون .
الحوار :
سعيد جدا باستضافتك أستاذة جواد في هذا الحوار التكريمي ، بمناسبة فوزك في المسابقة العربية للقصة القصيرة ، فهنيئا لك بهذا الفوز و أهلا و سهلا و مرحبا .
-س 1 : من هي هاجر جواد ، هل الإسم حقيقي أم أدبي أم صحفي ؟
- ج : بداية أشكركم على هذه الإستضافة ، هاجر جواد إسمي الحقيقي من مواليد 6 جانفي 1999 من الجزائر بالتحديد ولاية تبسة ، صحفية ، منشطة متخرجة سنة 2020 تخصص إعلام ، وأيضا كاتبة لروايات ، قصص قصيرة ، خواطر ، قصص أطفال بعدة لغات اللغة العربية وأيضا بالإنجليزية والفرنسية وحتى اللغة الإيطالية . فائزة في العديد من المسابقات الوطنية والدولية ونشرت لي العديد من النصوص الأدبية في عدة جرائد وطنية ودولية ، كما أنني ألقيت العديد من كتاباتي في العديد من الحفلات الثقافية .
- س 2 : لكل بداية بداية ، ما هي بداية حكايتك مع الكتابة ؟
- ج : بدايتي مع الكتابة كانت موهبة ظاهرة منذ نعومة أظافري و كان ذلك يبدو من خلال التعبير الكتابي الذي أكتبه أيام دراستي حيث كانت العلامة الأكبر من نصيبي ، وكانت أول قصة كتبتها في سن 14 ، وكنت أيضا أكتب أناشيد من تأليفي وألحنها وبعدها أنشدها أنا أحيانا وأحيانا أخرى أعطيها لإخوتي الصغار ينشدونها وبعدها أصورهم وأسجلهم .
لكن مع ذلك لم أكن أهتم كثيرا لما أكتبه ، بدأ اهتمامي بها عندما أنهيت امتحانات شهادة البكالوريا ، كل يوم أقص على أختي الصغيرة قصص أطفال من وحي خيالي بدافع التسلية ، كل يوم قصة وذلك دون تحضير أو تدوين لها ، بعد أيام عديدة خطرت ببالي أن أدون إحدى القصص وكانت هذه القصة "بنت الغابة " التي كتبتها بسن 18 سنة وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية ، وبعدها شاركت بها في مسابقة دولية سنة 2019 وكانت من الفائزين والحمد لله . وتم طبعها بدار ابن النفيس للنشر والتوزيع في الأردن .
- س 3 : من يطارد الآخر أنت أم الفكرة ، أحيانا يستعصي التمسك بخيط البداية كسمكة ، هل جربت معاناة هذا الصيد ؟
- ج : في معظم الأوقات الفكرة هي من تطاردني ، وإن لم أسرع في تدوينها أنساها بعد ذلك وكل ما أكتبه يأتيني تلقائيا الحرف بعد الآخر والكلمة بعد الأخرى ، لكن أحيانا أخرى أختار الموضوع والأفكار تولد تدريجيا في رأسي ، و كل ما أكتبه ورائه رسالة ما يكتشفها القارئ بعد إنهائه لآخر سطر في كل ما أكتب . لهذا دائما كتاباتي تأتيني على شكل أفكار تقتحم رأسي ، وأحيانا أخرى عندما أبدأ في أول سطر فإنني أجد نفسي في السطر الأخير بعد كم هائل من الأحداث والقصص التي دونها قلمي .
- س 4 : وراء كل كتابة حافز ، من هذا المحظوظ الذي كان له قصب السبق لجعلك تدمنين عادة الحكي ؟
- ج : صراحة بدايتي مع الكتابة كانت موهبة لا يعلم بها أحد ، حيث أنني كنت أكتب فقط من أجل الراحة ، لأنني أجد نفسي مع القلم والحروف كثيرا ، في السابق كنت لا أحتفظ حتى بما أكتب لأنني لم أكن أهتم بذلك أبدا ، محفزايا الدائمين والدي حفظهما الله اللذان يشجعاني دائما في كل مواهبي وخاصة أمي بالدرجة الأولى ، كما أنني أعتبر أن القلم صديقي الوفي ألجأ إليه في كل الأوقات وفي كل مكان ، حافزي في الكتابة أيضا ومن جعلني المواصلة هو حبي لها لأنني أعتبرها متنفسي حيث أنني أجد سعادتي مع القلم ، مواضيع كتاباتي عادة ما تعالج مواضيع واقعية يعاني منها مجتمعنا العربي منها إجتماعية ومنها عن الحروب والمواجع التي تشهدها الساحة العربية ، أيضا تستهويني الكتابة في المواضيع الإعلامية خاصة باعتباري في هذا المجال .
- س 5 : أنت روائية و قاصة وصحفية ، ألا يتعبك هذا القفز على هذه الأجناس الثلاثة ؟
- ج : بالنسبة للصحافة هي المهنة التي أعشقها منذ صغري إضافة إلى أنها تخصصي في الجامعة وهي عشق لا ينتهي لا أتعب ولا أمل منها أبدا لأنني أعتبر نفسي أمارسها كموهبة وهواية أولا ومهنة ثانيا ، وقصتي مع الكتابة فإنني أجد نفسي كثيرا مع الحروف أعتبرها متنفسي الآخر لهذا لا أتعب أبدا من ممارسة مواهب أحبها . بالعكس هذا يزيد من سعادتي .
- س 6 : من الصادق منهما ، الصحفي أم القاص كلاهما يفبرك الأحداث؟
- ج : الصحفي مهمته مهمة نبيلة وشريفة ربما كالكاتب فكلاهما يسعيان لإيصال رسالة نبيلة إلى المجتمع ، لهذا أرى أن كلاهما يحاولان قدر الإمكان بناء المجتمع ونشر رسالة حميدة مفادها يعود بالنفع على الأمة .
- س 7 : في بروفايلك نرى هاجر جواد الصحفية ، و ليس القاصة أو الروائية ، احترت في أية خانة أضعك ، هلا تأخذيني من هذا التيه ؟
- ج : ههه مثلما قلت سابقا هاجر جواد صحفية فالصحافة موهبة وإختياري لهذه المهنة التي كانت عشقا منذ الصغر إضافة إلى أنه التخصص الذي اخترته ربما حتى قبل دخولي للجامعة حيث أنني في سن صغير كنت أحلم أن أكون إعلامية ، أما الكتابة أيضا فهي هوايتي ومتنفسي الآخر بعد الصحافة يعني ، صراحة لا أكتب من أجل الكتابة وإنما الحروف هي من تقتحمني وأستمتع بذلك بكل تأكيد . دعنا نقول هاجر جواد الصحفية والكاتبة ..
- س8 : صدمة القدر ، روايتك القصيرة و هي مولودك الأول الصادرة سنة 2019 ، من يومها لم نر أية إضافة هل أصبت بالعقم ؟
- ج : " صدمة القدر " هي رواية قصيرة صادرة عن دار الماهر للنشر والتوزيع سنة 2019 ، كانت من بين كتاباتي التي مقتبسة من قصة واقعية حتى أنني كتبتها بطريقة تلقائية دون تحضير ، لم أكن أنوي نشرها لكن عندما قرأتها أمي وصديقاتي وزميلاتي في الجامعة أعجبتهم كثيرا وتأثروا بها ، خاصة باعتبارها تتحدث عن صديقتها المتوفية رحمها الله المقربين من العائلة لهذا شجعتني على نشرها والحمد لله صدرت سنة 2019 ، نعم لم أنشر أي رواية أخرى بعدها وذلك بحكم ضيق الوقت لدي وانشغالي مع الجامعة والدراسة ، لهذا كنت أكتفي بكتابة قصص قصيرة وأشارك بها في مسابقات وأحيانا لا أجد الوقت حتى للمشاركة في المسابقات ، لكن رغم ذلك منذ صدور روايتي الأولى وأنا أحضر لمولود أدبي آخر لم أنتهي منه إلى اليوم ، مازلت في صراع مع الوقت بحكم أنني أمارس هوايتي الأخرى الصحافة ، لكن رغم ذلك إلا أنني أحاول أن أجعل للكتابة نصيب من وقتي ، وعملي الثاني سيرى النور قريبا بحول الله .
- س 9 : الأدب الجزائري يزخر بالمبدعين من ياسمينة صالح ، طاهر وطار ، آسيا جبار ، واسيني لعرج ، كاتب ياسين إلى أحلام مستغانمي و اللائحة طويلة ، ماذا يشكل لك هؤلاء الأدباء الذائعي الصيت ؟
- ج : نعم الأدب الجزائري يزخر بالكثير من الكتاب المبدعين الذين وصلوا إلى العالمية وهذا شيء يشرف بلد المليون ونصف المليون شهيد ، بالنسبة لي لكل كاتب أسلوب ، ولكل بصمة خاصة به صراحة مطالعتي شاملة أقرأ للكتاب الجزائريين وحتى للكتاب العرب من البلدان الأخرى ، لكن لو قارنا لو وجدنا لكل كاتب أسلوب مميز وفكرة وبصمة صنعها لنفسه يجذب بها قرائه . وأنا من بين المعجبين والقراء لهم .
- س 10 : هل صادفت يوما ناقدا يتلصص على روايتك و يدلي بدلوه ، لأن جل النقاد و هذا واقع لا يلتفتون للكاتب الخشن بل تستهويهم النعومة لشحد أقلام الزينة ؟
- ج : طبعا ككل الكتاب يعني واجهت في بداياتي النقد لكن صراحة كان نقدا بسيطا وبناءا لكتاباتي من طرف أهل الإختصاص ، وأنا بكل صراحة يسعدني النقد البناء الذي يحفزني ، وأرى أن النقد البناء من مستلزمات الأدب له دور كبير في توجيه الكاتب وتصويبه أكثر للتطوير من مهاراته ، وأنا أرحب دائما بكل نقد بناء ، رغم ذلك كل من قرأ أحرفي في بداياتي شجعني على الولوج في هذا العالم الفريد .
- س 11 : ما موقعك من المواقع الأدبية و الثقافية التي أصبحت كالجراد المنتشر في الفضاء المزركش؟
- ج : اليوم مع عصر التكنولوجيا والأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي هذه المواقع أتاحت لنا فرص أكثر لإبراز مواهبنا وقدراتنا .
- س12 : نعود إلى الصحافة ، هل ترضخين للميثاق الأخلاقي أم تدوسينه من أجل السبق الصحفي و أهواء رئيس التحرير و لو على حساب النزاهة و المصداقية ؟
_ السبق الصحفي هو ربما أهم ما يميز الوسيلة الإعلامية يعني إن لم أقل الصحافة ككل ، لكن لكل شيء حدود وللصحافة أيضا أخلاقيات تسمى أخلاقيات المهنة لهذا دائما نحاول السبق الصحفي لكن مع الرضوخ للميثاق الأخلاقي والمبادئ . دون المساس بالحريات الشخصية أو الآخر أوالتسبب في الإيذاء .
- س 13 : هل كنت تتوقعين فوزك في المسابقة العربية للقصة القصيرة ، إن كان ذلك فأنت مغرورة ، و إن كان غير ذلك فهل أنت شخصية حالمة أم إجرائية تنظر إلى التفاصيل و لا تكتفي بالفكرة العامة ؟
- ج : ههه مغرورة والله لست مغرورة لكن سعيدة جدا بفوزي في هذه المسابقة والله أنا أبقى شخصية حالمة وفوزي في مثل هذه المسابقات يشجعني على المزيد من العطاء في الساحة الأدبية . وأنا أعتبر نفسي مازلت أتعلم ويشرفني دائما أن أتعلم من الكبار المبدعين أمثالكم .
- س 14 : هل كان علي أن أسألك سؤالا و سقط سهوا ؟
- ج : الحوار معكم كان شيق جدا ، وكل الأسئلة دون شك كانت في المستوى .
- كلمة أخيرة :
سررت كثيرا بهذا الحوار الشيق وشرف لي أن أكون ضيفتكم في مجلتكم الراقية ، أشكرك جزيل الشكر أستاذ حسن مستعد على كل ما تقوم به للنهوض بالأدب ودعم ومساندة كل المواهب الكتابية بوركت جهودكم ، ألف تحية وألف شكر لكم على كل مجهوداتكم المبذولة ، وتحياتي الخالصة لكل أهلنا في المغرب الشقيق ورمضانكم مبارك ، أتمنى لكم المزيد من دوام النجاحات والتوفيق الدائم بحول الله والسلام عليكم ورحمة الله .
Commentaires
Enregistrer un commentaire